يري المعلمون أنه يجب أن تكون لهم كلمتهم المسموعة في مسألة تعرض الأطفال والشباب لوسائل الإعلام، وحجتهم في ذلك أن الإعلام يخضع للاتجاه التجاري الذي لا يكون موضوعيآ غالبآ فيما يخص حماية الفرد، كما يرون أن البرامج والإعلانات تميل للقيام بعمليات غزو وتكريس ثقافة إعلامية من شأنها فصل الطفل والمراهق عن ثقافة أسرته ومدرسته. هذا التباين الملحوظ في القيم الخاصة بكل من التربويين والإعلاميين لا يتطلب بالضرورة أن يظهر في صورة ضغط أو صراع بين الأضداد. ويجب أن يتضمن مبدأ المصالحة بينهما إلتزامآ من جانب الإعلاميين المحترفين باحترام المبادئ التربوية. وعلي الجانب الآخر يجب أن يتضمن تلقين الصغار – من قبل المدرسين والمربين- ما يفيد قيمة وثمن حرية التعبير، وكذا الحقوق والواجبات الخاصة بها. وهناك التزام علي الإعلاميين ينطوي علي بث رسائل أو مضامين تدعو إلي تنمية النشء أخلاقيآ ومعرفيآ وبدنيآ وفكريآ من خلال إنتاج برامج موجهة للأطفال ذات مضامين مناسبة لاحتياجاتهم وأعمارهم، وتخصيص أوقات بث ثابتة للبرامج التعليمية التي تحث علي التنمية الأخلاقية والعقلية للطفل، وهو دور أصيل للإعلام المملوك للدولة ملكية خاصة باعتباره خدمة عامة لا يقتصر دوره علي تقديم الأخبار والترفيه فقط، وإنما يمتد هذا الدور إلي توسيع نشر الثقافة والتربية والتعليم كنوع منالمساهمة في الوعي العام والأخلاقي بالدولة، وكدعم لعملية نشر المعرفة والثقافة لقطاع عريض من الجمهور، وبصفة خاصة الأطفال والشباب. إذن تتشابه وتتكامل معظم المهام الخاصة بالعاملين في مجالي الإعلام والتربية، ومن الصعب تخيل نظام اجتماعي يقوم علي اختلاف دائم بين بيئة الإعلام وبيئة التربية. يتعين علي القائمين بالإعلام احترام عمل المعلمين والمساهمة في دعم أعمالهم، كما يتعين علي التربويين الاندماج في الموضوعات التي يثيرها الإعلام والدور الاجتماعي الذي يقوم به، ومن شأن هذا التفاهم بين الطرفين أن يفتح آفاقآ جديدة لتنمية المجتمع.
وللحديث بقية ..