أهل الخير يسعون للخير، ويتعاملون بنص الآية الكريمة: “…… وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ….”.. ( سورة المائدة.. الآية -2 )، أما أهل الشر فهم يسعون للشر بالرغم من تحذير الله لهم في قوله تعالى: “….. وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ….”.. سورة المائدة.. الآية -2 ).
وشتان بين الطائفتين، فمنهم من اتبع رسول الله – صل الله عليه وسلم – فيما أنزله الله عليه من آيات تدعو الناس للرحمة والعدل والحرية والسلام والإحسان وتحريم الاعتداء على الناس، وظلمهم أو استباحة حقوقهم وأوطانهم، وتلك هي صفات المسلمين الذين اتبعوا كتاب الله، وما أنزله سبحانه وتعالى على رسوله الكريم – صل الله عليه وسلم – فى الكتاب المبين.
ومنهم غير ذلك من عناصر “الإخوان الإرهابية” وغيرهم، من الفرق الضالة أمثال: “القاعدة وداعش والنصرة والتكفيريين”، فلا يستغرب الناس أفعالهم، وسلوكياتهم فى قتل الأبرياء وإثارة الرعب والفزع فى المجتمعات الإنسانية، لأنهم اتبعوا ما يمليه عليهم الشيطان، عدو الله وعدو الإنسان، فلم يعملوا حساباً لأوامر الله، ولم يخشوا تحذيره للذين يحاربون الله ورسوله، وقد حكم عليهم بقوله سبحانه وتعالى: “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ”.. ( سورة المائدة.. الآية -33 ).
لذلك، فإن أهل الشر – وهم أصحاب الباطل – لم يتبعوا أوامر الله سبحانه وتعالى، ولم يلتزموا بتشريعاته وأخلاقيات القرآن الكريم، مما يتطلب من أهل الخير، وأصحاب الحق اتباع أوامر الله سبحانه ليتحقق لهم النصر على أهل الباطل.
حيث يقول الخالق عز وجل: “وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ”.. ( سورة آل عمران.. الآية – 103 )، ثم يحذرهم الله سبحانه وتعالى بقوله: “وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ”.. ( سورة الأنفال.. الآية – 43 ).. وسيستمر الصراع بين الحق والباطل حتى تقوم الساعة.
والسؤال هنا: هل اتبع أهل الحق ما أمرهم به الله في الآية السابقة؟!.. الإجابة: للأسف لم يتبعوا ما أمرهم به، ولذلك سيظل الأشرار تجمعهم النفوس الإمارة بالسوء، والقلوب المريضة، وأهل الضمائر المسلوبة باتباعهم الشيطان وأصحابه، سيظلون يرتكبون الجرائم ويخلقون الفزع والخوف، ويحاولون خلق الفوضى في المجتمعات العربية، ويتعاونون مع أعدائها لإسقاط الأنظمة فيها.
وسوف يظل أهل الشر يبتدعون الشائعات والأكاذيب، ويصورون للناس الباطل حقاً والظلام نوراَ، ولذلك يجب على كل المخلصين فى الحكومة المصرية والمثقفين والإعلاميين، وضع خطة مدروسة، ومحكمة تعمل على تصحيح تلك الشائعات، وتوضيح الحقائق للمواطنين، وتنوير العقول بواسطة تغيير المناهج الدينية لتستمد عناصرها من كتاب الله، الذى يدعو الناس للرحمة والعدل والحرية والسلام والإحسان والتعاون لتحقيق الأمن للمجتمعات الإنسانية، ويحقق لهم الاستقرار لتطوير أوطانهم بالعلم والتعمير والإخلاص للوطن والدفاع عن أمنه وحماية مكتسباته.
ولابد أيضاً من خطوة تصحيحية لمسار الإعلام والتعليم الديني الإسلامي لبناء بناة المستقبل، وليس تخريج شباب يقوم بهدم الحاضر وتدمير الأوطان، ونشر الخوف والفزع بين الناس، فتلك عقائد فاسدة مستمدة من أقوال المجرمين الذين افتروا على الله ورسوله بروايات حاقدة، كاذبة تنشر الفتنة، وتشجع على قتل الأبرياء، وتستحل الحرمات، وإذا لم تستطع المجتمعات تغيير المناهج الدينية التي تسببت فيما نحن فيه الآن، فسيظل الخفافيش والقتلة المجرمون يسفكون دماء الناس، ويخربون الأوطان، ويستمتعون بمعاناة المواطنين طالما ظلت الكتب المسمومة يتجرعها الشباب على يد من يتعمدون تشويه كتاب الله.
ولذلك فمثل هؤلاء يعتقدون بأن جرائمهم تدخلهم الجنة، ويغفر الله لهم ذنوبهم، في الوقت الذي يرتكبون فيه أبشع المعاصي وأعظم الذنوب بمخالفتهم تشريعات الله الذى وعد المجرمين، والظالمين بعذاب أليم يوم الحساب تأكيدا لقوله سبحانه وتعالى: “إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ۗ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ”.. ( سورة الشعراء.. الآية 227).