الخلاف والاختلاف هما وجهين لعملة واحدة وهي التشرذم والشقاق والضعف والهوان وإذا سادوا في مجتمع ذهب ريحه خاصة إذا ادوا الي التنازع والسلط
( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) ) الانفال
لذلك كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا ارسل مجموعة لأمر ما أمر عليهم أحدهم حتي يكون هناك مرجعية في اتخاذ القرار ، أما عن الآلية فهي الشوري والتشاور وعلي المسئول اتخاذ القرار المناسب وعلي الجميع الالتزام بالطاعة ،
ما سر تماسك الجيوش في كل بلدان العالم ؟ هب أن كل فرع منهم يعمل منفرداً عن الآخر ولا يوجد تنسيق بين الأفرع ولا يوجد قائد عام للجيوش ، هل تتوقع لهذا الجيش نصرا أو نجاحاً ؟
لابد أن يكون هناك مرجعية في المجتمع يتفق عليه الجميع وهو دستور الامة وهذا الدستور مشتق من الدستور الالهي وهو القرآن واجمع علي ذلك كل قوي المجتمع فلما الاختلاف إذن ؟
(وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10 ) ) الشوري
يقولون الاختلاف سنة كونية ويروج البعض لاستحسان الاختلاف ويجعله ظاهرة صحية ، هل هذا صحيح ؟
الاختلاف في الشكل والمظهر هو من دلائل قدرة الله
وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) الروم
أما الاختلاف والفرقة في الجوهر والمضمون والاصول فهذا امر غير صحي
ومنهي عنه فالاختلاف اختلافا في القلب
وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) آل عمران
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) هود
وكونهم مخيرين جاء اختلافهم ( ولا يزالون محتلفين إلا من رحم ربك ) سياق فيه ذم للاختلاف والفرقه ، إلا أن الله خلقهم وهو اعلم باختلافهم وسينبأهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون
وانزل الله الكتاب وبعث رسوله لكي لا نفترق وافتراق الأمة واضح دلالة علي سوء الفهم والبحث عن الذات
(وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10 ) ) الشوري
أمر الله بالوحدة وعدم الفرقه والالتفاف حول المنهج الإلهي
( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) ) آل عمران
( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (14) ) الشوري
وسبب اختلاف البشر هو اختلاف الافهام فمن الناس النصيين الظاهريين ومنهم أولوا الألباب الذين بالاشارة بفهموا وهم الباطنيين
وفي هذا الامر تفصيل يأتي فيما بعد إن شاء الله تعالي