فيما بلي نستعرض عظمة وقدرة الخالق واعجازه في اياته التي عجز امامها العلماء والفلاسفه والمفكرون والباحثون شرقا وغربا غلي مر الزمان, حتي من اعتروا باكتشافاتهم وثوراتهم العلميه الحديثه عادوا فسلموا وامنوا بان قدرة الخالق لاتعجزها قدره فانصف المنصفين وغفل عن ذلك الغافلين. وكان لزاما علينا ان نساهم كاعلام في اثراء العقول والقلوب بجواهر الايات المحكمات التي اضاءت للانسانيه طريقها في كل زمان ومكان. فتعالو لنغوص سويا في رحلة علميه وايمانيه مع بحث الدكتور/ سيد نافع سليمان أخصائي الجراحة والباحث في الإعجاز العلمي بالقرآن والسنة النبوية المطهرة، تحقيقا لقول لقول من لا ينطق عن الهوي (ص) “من اراد الدنيا فعليه بالقرءان, ومن اراد الاخره فعليه بالقرءان, ومن ارادهما معا فعليه بالقرءات”.
….. أن العقل هو شيء معنوي يُسْتَدل عليه من السلوك، وهناك فرق بين العقل كمعنى والمخ وأعضاء الحس كمادة مشيرًا لاختلاف المسمى في اللغة الإنجليزية أيضًا؛ حيث يسمى المخ brain بينما يسمى العقل mind موضحًا أنه لذلك فإن البحث في السلوك البشري والذي يعتبر السلوك العقلي أهم فروعه هو بحث في معرفة العقل وخصائصه موردًا قوله تعالى في سورة الحج:” أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور” منوهًا على دلالة الآيات على كون القلب هو محل العقل، كما أن الأذن للسمع فالقلب للعقل؛ لأن القلب هو منبع الروح، ولأن الروح هي حاملة الوعي، وبالتالي هي المسئولة عن التفكير والإدراك والتخيل والتدبر والأحلام.
فالمادة وهي الجسد في حال خلوه من الروح في النوم مثلًا لا يفرز كل تلك الخصائص، وما يراه ويسمعه الإنسان في النوم من رؤى وأحلام هو من خصائص الروح؛ لأن أعضاء الحس من سمع وبصر تكون معطلة”.
فكيف يمكن للقلب أن يعقل؟ وكيف يمكن له أن يتذكر؟”
أن القلب كما أوضحت هو منبع الروح والروح حاملة الوعي والحس، وبالتالي هي المسئولة عن التفكير والتدبر، وما أكثر الآيات التي تدعو الإنسان للتأمل والتفكر والتدبر، ومن الآيات الكثيرة التي تلفت الانتباه أن الله تبارك وتعالى يقول:” أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا”(محمد:24) ويقول:” وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ”( الأعراف (179: هذه الآية تؤكد أن مركز الفقه والتدبر والإدراك هو القلب، وليس الدماغ، كما يعتقد العلماء اليوم، و قال: لو تأملنا آيات القرآن نلاحظ أن الله تبارك وتعالى دائمًا يؤكد أنه هنالك صفات كثيرة أخري للقلب ، فمثلاً يقول تبارك وتعالى :” الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”( الرعد: 28) موضحًا دلالة ذلك على أن هناك خصائص للقلب ومنها الاطمئنان أو الاستقرار.
وأيضًا في قول رب العزة تبارك وتعالى:” فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ” ( الزمر: 22)، فالقلب يقسو ويلين، والقلب يطمئن ويخاف أيضًا، يقول تبارك وتعالى:” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ” أي: خافت،” وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ”( الأنفال: 2)، فالقلب ليس مجرد مضخة كما يعتقد كثير من الأطباء اليوم؛ فالقلب يمكن أن يعمى؛” فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ”، والقلب أيضًا يمكن أن يفقه ويعقل؛” أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا”.
ان القلب جاء في القرآن بمعاني والألفاظ أخرى؛ فهو اللب وهو الفؤاد موردًا ما روي عن ابن عباس- رضي الله عنه- في تفسير قول الله تعالى:” يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ”( النحل: 111)، و ما تزال الخصومة بالناس يوم القيامة حتى تخاصم الروح الجسد، فتقول الروح:” رب الروح منك، أنت خلقتها، ولم يكن لي يد أبطش بها ولا رجل أمشي بها ولا عين أبصر بها ولا أذن أسمع بها، حتى جئت فدخلت في هذا الجسد فَضَعِّفْ عليه أنواع العذاب و نَجِّنِي. و يقول الجسد:” رب أنت خلقتني بيديك، فكنت كالخشبة ليس لي يد أبطش بها ولا قدم أسعي بها ولا بصر أبصر به ولا سمع أسمع به فجاء هذا كشعاع الشمس فيه نطق لساني، وبه أبصرت عيناي، وبه مشت رجلي، وبه سمعت أذناي، فضعِّف عليه أنواع العذاب ونجِّني”. وقول ابن عباس: فيضرب الله لهما مثلًا أعمى ومقعد أدخلا بستانًا فيه ثمر، فالأعمى لا يبصر الثمر و المقعد لا يناله، فنادى المقعد الأعمى ائثني فاحملني آكل و أطعمك فدنا منه فحمله فأصابا من الثمر فعلي من يكون العذاب ؟ قالا : عليهما قال رب العزة عليكم جميعا العذب . فالدماغ هنا هو الأعمى ، والروح هي المثال للمبصر المقعد الذي رأي الثمر وقرر الأخذ منه واستعان بالأعمى، وهو الجسد بما فيه الدماغ للوصول إلي غايته، وأوضح الباحث أن المخ لا يعمل إلا بالدم والتي تتصل به الروح التي تنبع من القلب صاحب النية والإرادة الحقيقية والقصد .
فالخطأ يحاسب عليه الإنسان إذا صاحبه نية وإرادة وقصد، أما حتى كلمة الكفر وإن قيلت وأكره الإنسان عليها ومادام قلبه مطمئن بالإيمان فلا لوم عليه ﴿ مَن كَفَرَ بِاللّهِ مِن بَعْدِ إيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ النحل 106 فالإنسان لا يحاسب إلا علي ما أضمر وأراد وقصد ونوى . فأن الموضع الحقيقي للعقل هو القلب موردًا ما روي عن الإمام أحمد بن حنبل في تعريف العقل وقوله هو غريزة ربانية وضعها الله في قلوب الممتحنين من عباده في الجانب الغيبي من القلب تابعة للروح .
وإذا علمنا أن النفس هي الروح قال تعالى:” اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”( الزمر:42) إذن يجب أن يوصلك البحث في علم النفس إلى معرفة الكثير من أحوال الروح وخصائصها، وإذا عرفنا أن الروح هي حاملة الوعي والحس عرفنا أن الروح هي المسئولة عن العقل، ولن يصل علم النفس بدون هذا المدخل إلى نتائج صحيحة يمكن الاعتماد عليها، وبالتالي علم التنمية البشرية المبني على علم النفس”. ولكي تبحث عن أحوال الروح وخصائصها( وهذا الجانب هو من عالم ما وراء المادة والحس) يجب أن يكون المدخل إلى هذا العلم هو الوحي المعصوم وهو القرآن والسنة النبوية المطهرة؛ فبذلك تستطيع فهم الكثير من الظواهر والأمراض التي تعتري النفس البشرية، وكذلك تستطيع الوقاية منها بل علاجها.
أن هذا البحث يلقي الضوء على لغز العقل من منظور الدين والعلم، و هي دراسة في علم النفس والتنمية البشرية ( البحث في السلوك هو جوهر علم النفس، ولمعرفة النفس معرفة حقيقية وصحيحة يجب الاهتداء بما جاء عنها في كتاب الله وسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم- حينها ستخرج النتائج والمفاهيم صحيحة ويعتمد عليها.