عمر انور يكتب… “وما جنيت علي احد..!!”

 هذا جناه علي أبي ….وما جنيت علي أحد

 ثلاثه أيام هي الدهر كله..وماهن غير الأمس واليوم والغد

  وما البدر إلا واحد….يغيب ويأتي بالضياء المجدد

    لا أدري في وسط هذا الصخب الأعلامي الغير مبرر والغير عاقل تذكرت هذه الأبيات الرائعه من شعر ابي العلاء المعري والذي مازال الكثير مختلفين حول المعري هل هو ملحد وذنديق ام مؤمنا فيلسوفا كان او متصوفا وقامت الدنيا عليه ولم يقعد الشعراء عنه حتي الان.

اتركوا الازهر في حاله وكفي مافعلتموه بهذا الصرح الشامخ فالدوله هي من جنت علي الأزهر الشريف عندما حاولت كل الحكومات استغلاله لصالحها بدءا من محمد علي باشا الذي اطاح برموزه  بعد ان اوصلته الي سده الحكم وانتهاءا بعبد الناصر والسادات ومبارك الذين جنوا علي الازهر بتسيسه  بدءا من خطاب عبد الناصر علي منبر الازهر الشريف ابان حرب 1956.

وماتلي ذلك من عمليات الترغيب والترهيب في كافه العهود لاخضاعه وضمه الي حظيره المدجنات( ولا سياسه في الدين ولا دين في السياسه).

*نعم هذا ما جنوه علي الازهر الشريف وما جني الازهر علي 

احد…….

عندما اخضعت الحكومه الازهر لرئيس الجمهوريه بحق تعيين شيخه او عزله دون سبب واضح او معلن جنوا علي الازهر وما جني الازهر علي أحد.

عنما اطلق العنان لليساريين والشيوعيين والعلمانيين لمحاربه اي فكر ديني وسطي حمل الازهر نبراسه  وترك لكل من هب ودب يفيض ويغيض في الدين .. جنوا علي الازهر الشريف, وما جني الازهر علي احد.

الازهر جامع وجامعه كأي جامعه تدرس فيه كل الاتجاهات حتي ولو كانت متطرفه او مفرطه مثلما ندرس في الجامعات تاريخ الاسلام والمسيحيه واليهوديه وحتي الاديان غير السماويه من بوذيه وسيخ وزراداشتيه والمذاهب الفلسفيه مثل الوجوديه والافلاطونيه والبراجماتيه والشيوعيه غيرها من المذاهب الفلسفيه.

وندرس الحركات والجماعات الدينيه من معتزله وشيعه وماسونيه وحشاشين وبهائيين وغيرها عبر التاريخ فليس معني ان تدرسها الجامعات انها تساعد علي تبنيها او نشرها وانما هي من باب العلم والتعلم ودراسه المجتمعات البشريه عبر تاريخها وانما تعرف الاشياء بأضدادها والنور يعرف بالظلام . وإلا فلنلغي ايضا دراسه التاريخ والفلسفه والاجتماع من الجامعات بنفس المنطق.

* هذا ماجنيتموه علي الازهر وما جني الازهر علي احد………

عندما تهمش الانظمه السابقه دور الازهر والازهريين بالمساجد وتترك مفتحه الابواب امام السلفيين والاخوان والتبليغ والدعوه وكل الجماعات الدينيه التي تناصب الازهر العداءوذلك للتصدي لمحاربه الناصريين واليساريين والعلمانيين ونتركها حتي تستفحل تحت رعايه الدوله واعلامها ثم نطالب الان بتطهيرها فقد جنوا علي الازهر وما جني الازهر علي احد.

عندما يستدعي النظام الازهر للدخول في السياسه لدعم الجهاد والحرب علي اسرائيل ثم يستدعا بعد ايام قليله او شهور لدعم الصلح ومفاوضات السلام معها  رغم انه لادين في السياسه فهنا الازهر مناره العلم والعلماء وعندما تتبدل الادوار والاحداث فهو مصدر العنف والتطرف مع انه لم تتغير مناهجه او كتبه الدراسيه منذ اعوام طويل …ها قد جنيتم علي الازهر وما جني الازهر علي احد.

في اواخر السبعينيات وعندا قام السادات بمبادرته بزياره القدس. وفي عهد القذافي (كان ظاهره فريده اختلفت معه ام اتفقت) انشأ القذافي محطه اذاعيه تحت اسم (اذاعه صوت مصر العروبه)وهي بمثابه (الجزيره مباشر مصر) في نسختها القديمه . لم يكن هم تلك الاذاعه الا  سب السادات ونظام حكمه وهدم وتشويه اي عمل يقوم به السادات تماما هو ماتقوم به الجزيره الان.

…المهم في احدي البرامج التي كانت تبثها جاء بتسجيل لأحد البرامج الاذاعيه من الاذاعه المصريه  قبل مبادره السادات يسأل فيه احد المستمعين احد كبار علماء الازهر الشريف عن حكم الدين في الصلح مع العدو الاسرائيلي؟

فبادر العالم الجليل بتلاوه كل أيات الحرب والجهاد في القرآن الكريم بدايه من (واعدوا لهم ما استطعتم من قوه ومن رباط الخيل) حتي (وقاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم). وزاد العالم الجليل وأفاض في خيانه وعماله كل من يدعو او يفكر او حتي يطرح فكره الصلح مع اسرائيل.

ثم يلي هذا السؤال تسجيل آخر عباره عن نفس السؤال لنفس العالم الازهري الجليل (لكن بعد مبادره السادات) عن حكم الدين في الدعوه للصلح مع اسرائيل؟فبادر نفس العالم الجليل وافاض في تلاوه آيات السلم بدايه من (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل علي الله) الي معاهدات الصلح والمهادنه بين الرسول عليه الصلاه والسلام وحقنه لدماء المسلمين وغير ذلك من ايات واحاديث شريفه.

بالله عليكم تصوروا كيف ينظر الانسان الي هذا التلاعب الفج بالدين والقرآن وتوظيفه لخدمه الاغراض السياسيه بصرف النظر عن أي موضوع يستغل فيه الدين والقرأن في السياسه.

ما ينطبق علي الازهر ايضا ينطبق علي الكنيسه المصريه فعندما قرر رأس الكنيسه قداسه البابا شنوده حرمان من يزور القدس قبل تحريرها وانه محظور علي كل مسيحي زيارتها الا مع اخوتهم المسلمين طبل النظام وهلل الاعلام لهذا السلوك الوطني العظيم لقداسه البابا وعندما اعترض البابا علي كامب ديفيد انقلب بقدره قادر الي زعيم للمتطرفين المسيحيين وناشرا للتعصب والتطرف وتم عزله من البابويه واصبحت زياره القدس الان لا مانع لها بل هي واجب وطني عروبي لدعم العرب المقيمين بها مسيحيين كانوا اومسلمين ماديا ومعنويا.

*هذا ما جنيتموه علي الازهر والكنيسه وماجنوا علي احد…….

في حديث خاص لي مع احد كبار علماء الازهر قص علينا الشيخ الجليل عن حديث له مع احد كبار المسئولين برئاسه الجمهوريه

سئله لما تتركون الشيخ الفلاني الجليل يسهب في السياسه والفتاوي

المثيره للجدل الذي هو ضد الشيخ الجليل بوجه عام ….فأجابه المسئول بأن الشيخ الجليل يزيد كثيرا عما نطلبه منه وهو حر في الزياده كما يشاء المهم هو ان يفعل ما يطلب منه.

وعالمنا الجليل صاحب الروايه حي يرزق.

في احد اللقاءات مع العالم الجليل د.احمد زويل سألته مقدمه البرنامج عن اسوأ ما رآه بعد عودته من غيبته الطويله بالخارج فكانت اجابته بأنه في حاله ذهول مما رآه من كبار المسؤلين في مصر حيث يسمع لهم اراء رائعه في الجلسات الخاصه  ويصيبه الذهول من ارائهم المناقضه تماما لم يقولوه في احاديثهم الخاصه, وهذا بالضبط مع مايحدث من استدعاء للمؤسسات الدينيه في امور لا تجلب لها الا الاستنكار والتشويه كما يحدث عند استدعائها لدعم

توجهات الحكومه في توجهاتها مثل فوائد البنوك التي يحللها الكثير في العلن ويحرموها في جلساتهم الخاصه ومنهم الذكي الذي يفتيك بان هناك من يحللها وهناك ايضا من يحرمها ولك ان تختار…..فاتجه الناس ليسقطوا في ايدي  شركات النصب لتوظيف الاموال……وكذلك في حملات تنظيم النسل فهم يحضوا عليه علنا ويحرمونه سرا .

وهناك الكثير والكثير جنيتموه علي الازهر وما جني الازهر علي 

أحد بلله عليكم اتركوا الازهر كما هو منبرا للحق ومشعلا للنور ونبراسا للهدايه وكذلك الكنيسه فلا تجنوا عليهما حتي لا يجنيا علي أحد والازهر الشريف عنده من الشجاعه مايكفي ويزيد لمراجعه اموره ومناهجه وممارسه التصحيح والفرز والتنقيح .