أخبار عاجلة

كفرالشيخ : “كوتشنر” كلمة السر وراء زيادة اعداد المصابين بمرض الكبد والفشل الكلوى

تشير الاحصائيات ان نسبة المصابين بامراض الكبد بكفرالشيخ تقدر38% بما يعادل حوالى 800الف مواطن من مواطنى كفرالشيخ وهذه نسبة كبيرة جداا وأرجع ذلك للعلاج الجماعى للبلهارسيا الذى كانت تنتهجه مصر منذ الستينات والسبعينات من خلال الحقن الجماعى بسرنجه ( حقنه واحدة ) لمجموعة من المرضى ولكن هناك ماهو اخطر من هذه الحقن وهو التلوث الناتج من المصرف القاتل مصرف كوتشنر المشهور و الذى يبث سمومه على مواطنى كفرالشيخ ليدمرهم ويقضى على ماتبقى من حياتهم واليوم نحاول ان نلقى الضوء على مايسببه المصرف من جرائم تعاقب عليها اهالى كفرالشيخ 
وتواصل جريدة “احوال مصر” تسليط الضوء على المزارع السمكية والتى تعتبر مصدر ثراء اصحابها مقابل تدمير جسد الانسان بكفرالشيخ وكذلك الكشف عن تلوث مياه الرى بالصرف الصحى والصناعى غير المعالج فى مساحات كبيرة بمحافظتى الغربية وكفر الشيخ مما يتسبب فى نوعية المحاصيل المنتجة من خلال هذه النوعية من المياه الملوثة و التى تشكل خطورة شديدة على الصحة العامة من ناحية وانتشار الأمراض المزمنة بين ملايين المواطنين فى كفرالشيخ والغربية حيث يقوم المزارعون بمدن وقرى كفرالشيخ بزراعة أراضيهم بمحاصيل الأرز والذرة والقطن، اعتماداً على المياه الملوثة بالصرف الصحى والصناعى فى مصرف كتشنر..ويرجع هذا الاسم الى هوراشيو هربرت كتشنر أو اللورد كتشنر المولود فى ايرلندا 24 يونيو 1850 حيث كان القائد الأعظم للجيش البريطاني ورجل دولة. بدأ كضابط بسلاح المهندسين الملكي ثم عين حاكماً على المستعمرات البريطانية بمنطقة البحر الأحمر في عام 1886 م ومن ثم أصبح القائد الأعلى للقوات المسلحة بالجيش المصري في عام 1892
.
ويعتبر مصرف كتشنر هو أحد أكبر وأهم المصارف التي توجد فيه عمليات لصيد الأسماك في الوجه البحري رغم ارتفاع نسبة التلوث نتيجة الصرف الصحي والصناعي والكيماويات والمخلفات والملوثات البيئية فيه.. حيث يمتد المصرف بطول يزيد علي 100 كيلو متر بدءا من المحلة الكبري حيث تصرف فيه جميع مصانع المحلة وبعض
مصانع كفر الزيات من خلال مصارف فرعية أخري إضافة إلي الصرف الصحي في الغربية وغيرها مرورا بحدود محافظة كفرالشيخ بطول يزيد علي 70 كيلومتراً أو أكثر من 20 قرية في مراكز بيلا والحامول وبلطيم.. وتزداد عمليات الصيد علي طول المصرف خاصة في المنطقة التابعة للمحلة الكبري والواقعة بين الحامول وحتي المصب في بحيرة البرلس شمالا. فصغار الصيادين يعملون في المصرف ويستخدمون قوارب صيد صغيرة وشباك صيد مختلفة ويعيش علي صيد الأسماك الناتجة منه مئات الأسر منذ عشرات السنين رغم علمهم بالخطورة الصحية للأسماك ولكنهم يبحثون عن الرزق.حيث يواجهون الكثير من الأمراض من عدة نواحي فهم يضطرون إلي النزول وسط الملوثات البيئية التي تملأه من مخلفات الصرف الصحي والصناعي من أجل تثبيت الشباك والجوابي وهو شباك مغزولة تحجز الأسماك التي تخترقها ولا تسمح بخروجها وتشبه المصيدة والسدد بعرض المصرف أو خلع ملابسهم والنزول عرايا كما ولدتهم أمهاتهم إلي المصرف للإمساك بالسمك عن طريق الصيد بالمسك بالأيدي. مما يصيبهم بأمراض الفشل الكلوي وفيروس C والبلهارسيا والأمراض الجلدية،والسرطان والتيفود والسل ورغم علمهم بخطورة الأسماك التي يتم صيدها من المصرف الا انهم يقومون ببيعها للاهالى وهى محملة بالفيروسات. وتزداد فيها نسب الدهون وتنبعث منها رائحة السولار ولحومها تمثل ضررا علي الصحة العامة لتغذيها ومعيشتها داخل الملوثات.كذلك المزارع السمكية والتى ترتبط ارتباطا مباشر بالمصرف اللعين حيث يقول احد مزارعى كفرالشيخ ان مصرف الغربية الرئيسى، المعروف بمصرف كتشنر، يستخدمه فلاحو منطقة غرب الحفيرة، وبها مساحة 11 ألف فدان أرز، وهى مساحة بدأت تتلف بسبب استخدام مياه الصرف الصحى والصناعى، بالإضافة إلى استزراع مساحة 4 آلاف فدان بمياه الصرف غير المعالج، واعادة استخدامه للمرة الثانية مما يزيد من معدلات التلوث فى الأسماك، ويشكل خطورة على الصحة العامة فى حالة استهلاكها 
مشيرا إلى أن هذه المنطقة بها 6 جمعيات للاستصلاح الزراعى منها جمعيات السلام والعزيمة والأمل والشراقوة والطرفاية وأكد أن وزارة الرى لجأت إلى أسلوب سيئ للتعامل مع الحائزين لأراض فى هذه المنطقة، عند قيامهم بالاستزراع السمكى، وذلك بفرض رسوم مقابل استخدام مياه الصرف الصحى والصناعى غير المعالج تصل – حسب قوله – إلى 2500 جنيه عن كل فدان بالمخالفة لجميع قرارات وزير الرى دون النظر إلى نوعية المياه المستخدمة، وهو ما يعنى أن المخالفة تقع على عاتق وزارة الرى
.
ويقول احد أصحاب المزارع السمكية إن الاسماك الوحيدة التي لا يستطيع أحد أن يهرمنها الأسماك التي تربت في مياه البحار والنيل لكنه أوضح أنه من الممكن أن تتسرب نسبة من الهرمونات إلي هذه المياه بسبب صرف بعض المزارع لمياهها في الترع والمصارف التي قد تصل الي البحر في النهاية. وحول طريقة استخدام الهرمون في المزارع كشف صاحب المزرعةعن استعمال مسحوق مستورد من الدنمارك عبارة عن عظام أسماك من البحار الأوروبية وسعر الشيكارة منه يصل إلي 600 جنيه والطن يصل سعره الي 12 ألف جنيه ومعه يوضع بعض الدقيق والهرمونات المعلبة مرتفعة الثمن
.
ويقول الدكتور جمال عصمت رئيس الإتحاد الدولي لدراسة أمراض الكبد أن تأثير الهرمون الذي يستخدمه أصحاب المزارع السمكية علي الكبد السليم أقل من الكبد المصاب خاصة وأن حوالي 10% من المصريين لديهم مشكلات في الكبد وأوضح أن ارتفاع نسبة هذا الهرمون في جسد السمكة وتناول الإنسان لها يؤدي الي ارتفاع نسبة الهرمونا في جسمه ويعمل علي زيادة مضاعفات الكبد المصاب ويؤدي الي تورم في جوانب الكبد وزيادة نسبة الصفراء التي تؤدي مع مرور الوقت دون علاجها إلي فشل كبدي وتزداد الخطورة اذا تعلق الأمر بالأطفال,واكد إن هومون التستوستيرون الذى تستخدمه المزارع السمكية هو هرمون ذكري ولو زاد استخدامه عن الحد يؤدي الي صفراء ركودية مما يتسبب في الإصابة بالالتهاب الكبدي بعد زيادة نسبة الصفراء في الدم كما يؤدي ذلك إلي جعل المريض يعاني من “الهرش
” 

وكشف عن تسبب الهرمون الموجود في الأسماك في تكوين حصوات داخل المرارة ويجعل السائل الصفراوي سميكاً ذا تأثير سلبي علي خلايا الكبد خاصة علي المرضي المصابين بالبلهارسيا وفى نفس السياق يقول الدكتور عادل طولان الأستاذ بالبحوث والثروة السمكية بكفر الشيخ ان بعض المزارع السمكية الخاصة تعتمد علي مياه مصرف كتشنر, وهومصدر التلوث بكفرالشيخ وهو ما يتسبب في تغير البيئة البيولوجية للمياه وزيادة نسبة الامونيا والأملاح والكيماويات والسموم بمياه هذه المزارع مما يؤدي إلي تلوث الاسماك, وتغيير طعمها, وتأثيرها الضار علي الصحة العامة للإنسان في ظل غياب الرقابة علي هذه المزارع الخاصة بخلاف الاشراف علي مزارع هيئة
الثروة السمكية التي يتم ريها بمياه نقية,وقد كشف تقرير من الجهاز المركزى للمحاسبات عن وجود كارثة بيئية حيث اشار التقرير عن وجود آلاف الأفدنة تروى بالمياه المختلطة بالصرف الصحى والصناعى من مصرف كتشنر الممتد حتى محافظة كفر الشيخ، و تسبب ذلك فى ارتفاع عدد حالات الإصابة بأمراض الفشل الكلوى والكبدى والسرطان والأمراض الجلدية بين المواطنين. بالإضافة إلى ما يتم صرفه من مياه المجارى الملوثة فى مصارف نمرة 1، وحتى مصرف 6، بمركز قطور، وهى المياه التى يستخدمها المواطنون فى رى أراضيهم الزراعية لعدم توافر المياه الصالحة
.
و يقول الدكتور صلاح عبد الوهاب أستاذ البيئة والمياه الباحث بمعهد بحوث الأراضى الزراعية انه تم إجراء بحوث على مياه مصرف كتشنر وثبت أنها محمله بالمعادن الثقيلة الضارة بصحة الإنسان والنبات والحيوان وتبشر بتصحر الأراضى الزراعية الواقعة على ضفاف المصرف لوجود نسبة كبيرة من الصوديوم والمنجنيز والزنك والنحاس والحديد والرصاص والماغنسيوم والنيكل والكالسيوم وهذه المواد مدمرة لخلايا الكبد والجهاز الهضمى وتسبب الفشل الكلوى وسرطان الكبد وثبت بالتحليل أن نسبة ملوحة المياه 95% لكل لتر

ومن المعروف ان مصرف كوتشنر اللعين من اهم اسباب التلوث بالمحافظة لاحتوائه علي العديد من المواد السامة كثيرة منها النحاس والحديد والزرنيخ والكوبالت وغيرها من المواد التى لايتم علاجها بسبب صرف مصانع كفرالشيخ والغربية فيه ونظرا لنقص مياه الري يتم خلط مياه كوتشنر مع بحرتيرة وذلك لري أراضي الحامول وبلطيم وغيرهاو يؤثر تأثيرا مباشرا علي صحة الإنسان بسبب تناول المحاصيل والخضراوات التي يتم ريها من مياه هذا المصرف.. وأشارت مصادر رسمية فى مركز البحوث الزراعية إلى أن ارتفاع معدلات التلوث بالعناصر الثقيلة فى الأسماك فى مناطق التلوث بمحافظة كفر الشيخ والمناطق المجاورة، يؤدى إلى إصابة المواطنين بمرضى ضمور العضلات وهشاشة العظام بالإضافة إلى إصابتهم بـشلل الأطراف وغيبوبة بسبب ارتفاع معدلات تلوث المياه بمادة الرصاص لتأثيرها الكبير على الجهاز العصبى المركزى.وأوضحت المصادر أن ارتفاع نسبة تلوث المياه بالكادميوم يسبب الإصابة بأمراض ارتفاع ضغط الدم وتضخم القلب وفقر الدم، والإصابة بأنواع الروماتيزم المختلفة، واضطرابات فى الدورة الدموية، وضمور فى الكلى وضعف كفاءة الجهاز المناعى، والإصابة بمرض سرطان الرئة والفشل الكبدى والكلوى، إضافة إلى الإصابة بأمراض السرطان نتيجة زيادة معدلات تلوث المياه بالمنجنيز والنحاس بنسب تتعدى المعدلات الدولية المعترف بها فى مصر.ومن المعروف أنه تم اعتماد 28 مليونا و210 ألف جنيه منذ عهد حكومة نظيف من وزارة الاستثمار لتوفيق أوضاع ومعالجة مياه الصرف الصناعى لعدد من الشركات الصناعية، وذلك فى إطار الاشتراطات والمواصفات الواردة بالقانون 48 لسنة1982والخاص بتوجيهات الدولة بمعالجة مياه الصرف الصناعى..ومن ناحية اخرى فعلى المستوى الطبى فقد اكد عدد من الاطباء المتخصصين فى مرضى الكبد بمعهد الكبد بكفرالشيخ أن نسبة الإصابة بفيروس الكبد وصلت إلى 37%من خلال عينة عشوائية لمعرفة اسباب انتشار المرض بالمحافظة حيث أجريت التحاليل لعينة عشوائية قوامها 498 مواطناً من مركز دسوق، خاصة بقرية دمنكة من خلال قافلة طبية تجوب عدد من القرى والمدن، وأضافوا أن هناك عددا من القوافل الطبية ستجوب القرى لأخذ العينات العشوائية لتوجيه المصابين لمركز الكبد للعلاج، وتضم القوافل أطباء من مركز أبحاث وعلاج أمراض الكبد وعدد من الأطباء بهدف الكشف المبكر للإصابة بالمرض وعلاج الحالات فى بدايتها قبل تمكن المرض من المريض، ووصوله لمرحلة متأخرة يصعب علاجه…..وعلى الرغم من كل هذه التحذيرات والنتائج المترتبة على القاء المخلفات السامة بالمصرف فقد ذكر احد شهود العيان بأنه اثناء قيامه بالسفر يوميا من مدينة بيلا متوجها الى مقر عمله بمدينة كفرالشيخ فى صباح كل يوم,حيث يشاهد يوميا على الطريق الرئيسى بيلا_الكراكات سيارتين نقل (فنطاس) تحملان لوحات معدنية الاولى برقم 8564 (ع,ل,ص),والثانية برقم 7213 (ع,ج,ب),حيث تقوم هاتين السيارتين بالقاء مابداخلها من المياه المسمومة الى مصرف كوتشنر التى تختلط مع مياه بحر تيرة,ليقوم الفلاح برى الارض الزراعية بهذه المياه المختلطة والتى تتسبب فى تبوير الارض الى مايزيد عن خمسون عاما مما يؤدى الى جعلها ارضا غير صالحة للزراعة,,, ولكن الان اصبح الامر اكثر خطورة نظرا لما يجلبه هذا المصرف اللعين من امراض فتاكة وقاتلة على صحة الانسان,فهواحد الاسباب الرئيسية فى اصابة الالاف من اهالى كفرالشيخ بالكثير من الامراض اهمها فيروس “سى” القاتل والذى جعل لمحافظة كفرالشيخ المرتبة الاولى عالميا فى حصولها على اكبر نسبة من المرضى الذين يحملون فيروس “سى” فهل يبقى الحال على ماهو عليه فى ظل حكومة جديدة وفى وجود المستشار محمد عزت عجوة محافظ كفرالشيخ ام سيتم تغيير الوضع الى درجة تقلل نسبة المخاطر الناجمة من المصرف اللعين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *