أخبار عاجلة

قائد الجيش الثانى الميدانى فى حرب اكتوبر يروي بطولات وتفاصيل الملحمة المصرية

اقامت مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك تحت رعاية الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة واشراف ياسر مصطفى عثمان مدير المكتبة امسية ثقافية بعنوان “بطولات مجهولة من حرب اكتوبر”.

تحدث فى الامسية الفريق عبدالمنعم خليل قائد الجيش الثانى الميدانى فى حرب الاستنزاف وحرب اكتوبر 1973 . حيث أكد ان اقوى الاسلحة التى امتلكها المصريين فى حرب اكتوبر كانت حب الوطن والرغبة فى التضحية من اجلة وكان سلاحا قويا تفوقنا به على العدو رغم امكانياته العسكرية القوية ومساندة امريكا له حيث لابد أن نعلم أننا خضنا حرب أكتوبر في ظل إمكاناتنا الممكنة فلم تكن لدينا أسلحة متطورة للغاية من الطائرات وغيرها, ولذا كانت خطة الحرب تعتمد علي العبور والوصول إلي عمق يتراوح ما بين10-15 كيلو مترا شرق القناة, وهي المسافة التي تستطيع صواريخ الدفاع الجوي تأمينها لمنع اقتراب الطيران المعادي, ولذا كان تطوير الهجوم للوصول إلي عمق يتراوح ما بين20-30 كيلومترا يحتاج إلي حماية لم تكن متوافرة في ظل هذه الإمكانات والتي استغللناها وحققنا إنجاز العبور وتدمير خط بارليف والوصول لعمق أكثر من10 كيلومترات داخل سيناء. مشيدا بشجاعة المقاتل المصرى الذى حارب من اجل قضية وطنه العادلة ومن اجل استراد ارضه الغاليه .

وتحدث الفريق خليل عن التغرة وعن دور الجيش الثانى فى التصدى لها فقال
ان الضغط الإسرائيلي علي الجيش الثاني في منطقة الدفرسوار حيث الفرقة 16, وفي يوم18 أكتوبر جاءني في مقر قيادة الجيش الثاني الفريق الشاذلي وقاد المعارك حتي يوم 20 حيث أخبرني بأنه سيعود للقاهرة ليعرض علي الرئيس السادات وقف إطلاق النار, وأود الإشارة إلي أن المخابرات الحربية المصرية كانت قد حذرت قبل حرب أكتوبر بمدة كبيرة وبالتحديد في عام1968 من أن الجانب الإسرائيلي سيحاول عند اندلاع الحرب خلق ثغرة بين الجيشين الثاني والثالث للعبور من خلالها وذلك في منطقة الدفرسوار, وهو ما حدث بالفعل وكانت هناك خطة معدة سلفا وتمت تدريبات عليها قبل حرب أكتوبر للتعامل مع هذا الاحتمال.

وأضاف أن القوات المصرية قد تدربت علي التعامل مع الثغرة وفق الخطة المعدة سلفا لذلك تم سحبها من مواقعها يوم14 أكتوبر للدفع بها والمشاركة في عمليات العبور علي الضفة الشرقية, وبالتالي لم تكن هناك قوات كافية غرب القناة لتأمين تلك المنطقة, كما تم إلحاق خسائر في صفوفنا في الدفاع الجوي حيث نجحت إسرائيل من خلال المساعدات الأمريكية والجسر الجوي الأمريكي- والذي نقل لها أسلحة حديثة منها صواريخ تتعقب أشعة الدفاع الجوي للوصول لمحطات الدفاع الجوي وتدميرها وتنطلق من علي بعد40 كيلومترا- في تدمير معظم كتائب الدفاع الجوي في تلك المنطقة وبالتالي كانت هناك حرية حركة للطيران الإسرائيلي في الوصول لمنطقة الاختراق في الدفرسوار وتأمين قواتهم وضرب القوات المصرية.. وبرغم صمود وبسالة الفرقة 16 ولواء من الفرقة 21 إلا أن الإسرائيليين استطاعوا الاختراق.

وأضاف خليل عندما كنت قائدا للجيش الثاني قبل حرب أكتوبر تكونت لدي خبرة كبيرة بطبيعة الأرض في تلك المنطقة ونقاط القوة والضعف وعند عودتي لقيادة الجيش الثاني كانت القوات الإسرائيلية موجودة بالفعل في الثغرة فكرت سريعا في تأمين المواقع الحيوية ومنطقة الإسماعيلية ضد أي اختراق إسرائيلي, ولذا وضعت بعض القوات من الصاعقة والمظلات علي طول أي طرق باتجاه الإسماعيلية سواء أكانت مدقا أم وديانا أم سكة حديد أم غير ذلك من الطرق التي يمكن أن يستخدمها الإسرائيليون للوصول للإسماعيلية, وبالفعل نجحت تلك القوات في نصب العديد من الأكمنة علي طول طرق الاقتراب من الإسماعيلية وتلغيمها لاصطياد العدو, ونجحت تلك الأكمنة في إلحاق خسائر كبيرة بصفوف الجانب الإسرائيلي والذي كان يقوده آرييل شارون والذي كان يسعي باستماتة للوصول للإسماعيلية ولكن نجحت قوات الصاعقة والمظلات في وقف قواته وتكبيدها خسائر كبيرة, فحول العدو اتجاهه من التوجه شمالا نحو الإسماعيلية إلي الجنوب باتجاه السويس بعدما شعر بأنه من المستحيل الوصول للإسماعيلية لضراوة القوات المصرية, كذلك فإن المدفعية كان لها دور كبير ومهم للغاية وكان قائد مدفعية الجيش الثاني المشير عبد الحليم أبو غزالة واتفقنا علي تركيز المدفعية علي المنطقة التي توجد بها القوات الإسرائيلية المهاجمة والمتجهة صوب الإسماعيلية وبالفعل أمطرت المدفعية تلك القوات بوابل مستمر من نيران المدفعية وبشكل مكثف للغاية كبدها خسائر فادحة, وأقول لولا تدمير المدفعية وكمائن قوات الصاعقة والمظلات للقوات المعادية يوم20 أكتوبر لنجح الإسرائيليون في الوصول إلي الإسماعيلية. كما انى كنت علي اتصال مستمر مع اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث وتعاونت مدفعية الجيشين لدك القوات الإسرائيلية وسببت لهم خسائر كبيرة.

كما شارك فى الامسية شباب المجموعة 73 مؤرخين ومنهم الاستاذ محمد جمال الغيطانى والاستاذ احمد زايد منسق المجموعة وصاحب الامسية عرض للمجموعات من الكتب التى اصدرتها الهيئة العامة للكتاب عن حرب السادس من اكتوبر وعن ابطال اكتوبر وقادته .

هكذا تحدث اقدم المحاربين المصريين عن يوم العزة والكرامة عن يوم التضحية والفداء الذى اعاد الينا شوموخنا وعزتنا هذا اليوم الذى يجب ان تكون دروسه نهج لحياتنا نتعلم منها معنى التضحية فى سبيل الوطن ونتعلم منها كيف نبنى انفسنا بالعلم والحب والثقة فى الله كما فعل جنودنا البواسل فى يوم لن ينساه التاريخ ابد.

والجدير بالذكر ان الفريق عبدالمنعم خليل من اقدم المحاربين المصريين حيث
شارك في حرب فلسطين 1948 , العدوان الثلاثي 1956 , حرب اليمن 1962-1967 , حرب 1967 , حرب الإستنزاف , حرب أكتوبر 1973
تدرج في المناصب من قائد الكتيبة 53 مشاة إلى قائد جيش ميداني
رئيس أركان اللواء الرابع مشاة
رئيس عمليات القوات العربية باليمن
قائد وحدات المظلات 1967
رئيس أركان الفرقة الثانية مشاة
قائد الفرقة الثالثة مشاة في بعد حرب 1967
رئيس أركان الجيش الثاني
قائد الجيش الثاني حتى عام 1972
رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة
قائد المنطقة المركزية العسكرية أثناء حرب أكتوبر حتى يوم 16 اكتوبر
قائد الجيش الثاني من يوم 16 أكتوبر 1973 , فترة الثغرة
مساعد وزير الحربية
حاصل على وسام بطل الجيش الثاني الميداني , و نجمة الشرف العسكرية في حرب اكتوبر.

وكانت قد استهلت الندوة بكلمة للاستاذ ياسر عثمان رحب فيها بقادة وابطال اكتوبر الذين قدموا ارواحهم فداء للوطن وعرض لفيلم وثائقى عن حياة وكفاح الفريق عبدالمنعم خليل .

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *