أقامت المخرجة الشابة / روجينا بسالي بمركز الابداع بدار الاوبرا عرض خاص لفيلمها التسجيلي ” 88″ و الذى يتناول الظلم الذى تتعرض له المرأة المبدعة فى مصر
الفيلم فكرة/ ياسمين الخطيب ، سيناريو : روجينا بسالى و زين خيرى ، موسيقى / ريمون صقر ، تصوير : سيمو حامد و احمد عادل ، مونتاج / احمد عادل ومجدي كمال ،مكساج / نايف بسيوني ، جرافيك /احمد قماش ،تصحيح الوان / احمد عصام ، مدير انتاج / هانى أبو سمك ، مهندس صوت / شريف زين ، مساعد مخرج / جاسمين عمرو عرفه ، اخراج / روجينا بسالى ، انتاج / روجينا بسالى بدعم من شركة أروما وبرعاية جمعية نون النسوة
و قد أختارت “روجينا” ست نماذج لمبدعات مصريات لتروين ما تعرضن له من مواقف صعبة و ظلم على مدار عملهم الابداعي هن : المخرجة / هالة خليل و السيناريست / مريم نعوم و الفنانة التشكيلية و الكاتبة / ياسمين الخطيب -صاحبه فكرة الفيلم- و الفنانة / سارة البطراوى مصممة و محركة العرائس ، والناقدة الدكتورة / شيرين أبو النجا ،و دكتورة / منال محي الدين عازفة الهارب الشهيرة
يدور الفيلم حول ما تعانيه المرأة المبدعة في مصر من انتقادات و قيود وتقاليد بجانب الفكر الذكوري المتغلغل في عقول المصريين فنكتشف من خلال الفيلم ما عانته كل منهن لتحقيق حلمها للعمل فى مجال الفن
فالمخرجة / هالة خليل كانت تهوى التمثيل ولعبت دور رابعة العدوية على المسرح وكانت تخفي عن أسرتها انها ألتحقت بمعهد السينما الى جانب دراستها فى كلية الهندسة و حينما قررت ان تترك الدراسة فى كلية الهندسة ولكن اهلها اشترطوا عليها الدراسة فى كليه محترمة – على حد قولهم – جنبا الى جنب مع معهد السينما
وحتى بعد عملها كمخرجة كان والدها يشترط ان تعود للمنزل فى موعد مناسب وكانت أسرة والدتها تنتقدها بشده لانها سمحت لابنتها بان تعمل مخرجة وقالوا لها : عادي كل عيلة فيها كدة وفيها كدة !!
بينما حكت “مريم نعوم” السيناريست الشهيرة وقالت : لقد فرضت على المحيطين بى طريقتي فى العمل وهى ان لدى ابن رضيع وهو مهم جدآ بالنسبه لي و ايضآ لدى عمل مهم جدآ و كنت اصطحب ابنى مروان لأحضر به اجتماعات العمل لاننى لا اريد ان اتركه لمربية او غيره و بالفعل تقبل الآخرون اننى السيناريست الأم التى تحضر بابنها للعمل
بينما قالت دكتورة / شيرين أبو النجا انها كانت ترغب بالاتحاق بمعهد تمثيل ولكن في النهاية وجدت نفسها في كلية الاداب قسم لغة انجليزية ، وقالت جملة كاشفة لحال المجتمع فيه حيث قالت “أن تفشل النساء فى العمل الإبداعى تلك رفاهية لا نمتلكها”
بينما كشفت مصممة و محرك العرائس / سارة البطراوى انها بعد ارتباطها بالخطوبه لزميل لها فى العمل بدء يتغير و يرفض عملها كماكيرة للرجال فرفض ان تلامس وجه الرجال ثم انتقلت للعمل كمحركة عرائس و شيئآ فشيئآ وجدت انها تتنازل عن احلامها و طموحاتها فأضطرت لفسخ الخطبة
وعلى جانب اخر كشفت الكاتبة و الفنانة التشكيلية / ياسيمن الخطيب انها كأمرأة جميلة مضطهدة و مستهدفة وتتعرض للعديد من المظلوميات من المجتمع الا انها كانت محظوظة بدعم عائلتها لها ، وتحدثت عن موقف بعينه بعد ان نشرت صورتها مع احد المقالات فكانت كل التعليقات على صورتها و شكلها و كانت تعليقات جنسية بينما جاء تعليقين اثنين فقط عن محتوى المقال ، واثناء الفيلم كانت ترسم بورتريه للراحلة الفنانة / تحية كاريوكا كرمز للفنانات المناضلات
اما عازفة الهارب دكتورة / منال محي الدين فهي عاشت حياة فنية منذ الصغر ودرست بالخارج عام 88 وحاولت ان تنشر آلة الهارب وانها كسيدة من اوائل السيدات في الوطن العربي تعزف هذه الالة وتحاول نقل افكارها تلك لابنتها الصغيرة ،وقد تم الاستعانة بعزف دكتورة منال ليكون الموسيقى التصويرية لنقل افكار الفيلم ككل
وبعد عرض الفيلم اقيمت ندوة ادارها المخرج الدكتور / احمد ماهر والتي تعتبر اول مرة له في ادارة ندوات الافلام ووهو فعل ذلك خصيصا لصداقته القوية بروجينا
والتي قال عنها انها : من المخرجات اللاتي لا يوجد لديهم اى نرجسية فى العمل و دائمآ يكون لديها امتنان كبير لكل فريق عمل فيلمها ونجدها تتوارى فى الفيلم لتسلط الضوء على النماذج التى أختارتها لتعرض قصتها فى فيلم 88 ، وقد قدمت روجينا الشكر لكل العاملين معها في هذا الفيلم ورغم كل الصعوبات في مونتاجه الا انها راضية تماما عنه ورفضت فكرة ان يكون مقصد الفيلم هو ان تكون المرأة متوحشة بسب مطالبتها بحقوقها في هذا المجتمع
وقال للمخرجة / هالة خليل : لقد اكتشفنا من خلال هذا الفيلم انها ممثلة جيدة و دمها خفيف ولقد درست معى كورس تمثيل و قالت لى انها تريد ان تعرف كيف يفكر الممثل كى تعرف كيف توجهه ولكننى الآن اكتشفت السبب الحقيقي لحرصها على اخذ الكورس
وخلال الندوة قالت المخرجة / هالة خليل : ان المخرج الرجل من الممكن ان يصيح فى العاملين معه فى الاستوديو لكن المخرج السيدة لن يتم قبول هذا لو صدر منها تجاه رجل لهذا أحرص على ضبط أعصابى تمامآ اثناء التصوير مع اننى كمخرجة سيدة هناك ضغوطات و مسئوليات لدى قبل ان انزل الى مكان العمل فى الاستوديو من الاهتمام بشئون البيت و الاسرة و فى احد المرات نظرت لمدير التصوير و فكرت ان كل ما فعله قبل الحضور للتصوير هو تناول الفطور الذى اعدته له زوجته بينما انا كمخرجة كان على ان احضر الطعام لاسرتي و اهتم بذهاب ابني للمدرسة و التزامات كثيرة فقلت له اننى أحسدك ، بالاضافة الى ذلك ذكرت علاقتها مع ابيها المتوفي وخلافه معها حول عملها كمخرجة وهي النقطة التي تشاركها بها المخرجة / روجينا وابرزتها في فيلمها
وتحدث السينارست / زين العابدين خيرى المشارك فى كتابة السيناريو وقال : لقد حرصنا منذ البداية على الابتعاد عن المبالغ او تقديم سينما نسوية حتى لا نأتي بنتيجة عكسية بل حرصنا على عرض قضية ما تتعرض له المرأة التى تدخل مجال الفن و الابداع من مظلوميات متنوعة بدءا من أسرتها و المحيطين بها وصولآ للمجتمع ككل
يذكر ان اسم الفيلم “88” مستوحى من نوع نادر من الفراشات التي تبحث عن النور حتى وإن احترقت ، وانه قد تم اهداء الفيلم في مقدمته لروح الكاتبة / فتحية العسال و في تتر النهاية لروح المخرج الشاب / محمد رمضان الذي كان سيشارك في اخراج الفيلم لولا رحيله .
حضر العرض : ابطال الفيلم بالاضافة الى : المنتج الدكتور/ محمد العدل وزوجته ،والفنانين / سيمون و التونسية/ عائشه بن أحمد ، سمر مرسي ، راقص الباليه / هاني حسن ، سليم سليمان ، والمخرجة / نيفين شلبي ، و السياسي الدكتور / محمود العلايلي