جريدة أحوال مصر
سيقولون لم يره والآيات في سورة النجم واضحة علي الرؤية واستغرب ما الذي حجبه وبينه وبين حبيبه ذراعين أو أقل وأهل الجنة سيتمتعون بالنظر الي وجهه الكريم ويرونه كما تري الشمس في وضح النهار، لما سئل الرسول قال نور أني أراه فحجابه النور وكيف يمكن وصف ما لا يمكن وصفه إلا بهذه الكلمات المقتضبه حتي لا يكثر الناس في السؤال فلا الرسول يستطيع الوصف ولا الناس يمكن أن تتخيل الوصف لأن ليس كمثله شيئ وبالتالي لا يمكن وصفة وعندما أراد وصف نفسه في سورة النور قال نور علي نور وجاء بمثال لنوره فقال ( مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيئ ولو لم تمسسه نار نور علي نور يهدي الله لنوره من يشاء ) ، سيقولون انما رأي جبريل عليه السلام، وجبريل معه طوال الرحلة رآه علي صورته الملائكية يوم أن جاءه لأول مرة في غار حراء وهو يتعبد ورآه مرة أخري في الأفق الأعلي أي في صفحة السماء بعد انقطاع الوحي عنه لفترة مما شق ذلك علي الرسول في بداية الوحي ، اذا استدعاه ربه ليصل الي سدرة المنتهي هل كان لحتجب عنه؟ واذا احتجب عنه فعلي من يتجلي؟ وهو الذي كلم موسي لكن لم يعد للرؤية الاعداد الذي اعد به رسول الله حيث انتقل الي العالم الآخر عالم الملكوت عالم السماوات العلا الي ان وصل الي سدرة المنتهي فالاحداث كلها في العالم الآخر وبالتالي لا تقاس بميزان العقل البشري ومقاييس الدنيا
( ثم دنا فتدلي (8 )فكان قاب قوسين أو أدني (9 ) فأوحي الي عبده ما أوحي (10 ) ، ما كذب الفؤاد ما رأي( 11) ، أفتمارونه علي ما يري (12 )، ولقد رآه نزلة أخري (13 )، عند سدرة المنتهي ( 14 )عندها جنة المأوي (15) إذ يغشي السدرة ما يغشي (16) ما زال البصر وما طغي (17 )لقد رأي من آيات ربه الكبري( 18)
فقوله ثم دنا فتدلي والتدلي تعني النزول من مكان مرتفع وليس هذا لجبريل الذي معه طوال الرحلة وانما لله تبارك وتعالي، قاب قوسين أو ادني أي ذراعين أو أقل، فأوحي الي عبده ما أوحي هل يكون الوحي هنا من خلال جبريل عليه السلام والمسافة اقل من ذراعين وجبريل اصلا لم يصعد لتلك المكانة والمنزلة؟ وتستمر الآيات لتوضح مكانة الرسول وتفاصيل الزيارة، وأخيرا لا يضر ايمانك اعتقادك بعدم الرؤية ان لم تقتنع بما سبق
