أخبار عاجلة

الشباب كقوة تغيير فى المجتمع !!

أن هناك هوة واسعة كانت ولا زالت قائمة بين الشباب في البلدان المتقدمة والشباب في البلدان الفقيرة والنامية وذلك لأسباب تتعلق بالقـدرات المالية وعدم توفر الخطط والبرامج الكافية للتأهيل والتنشئة والتربية، إضافة إلى أسباب داخلية تتعلق بالموروث العقائدي والاجتماعي وطبيعة القيم والعادات والتقاليد، وتركيبة المجتمع والعائلة ومستوى الانفتاح الاجتماعي حيث تظافرت كل تلك العوامل لتحد من دور الشباب في البلدان الفقيرة وتـفاقم الأزمات المستشرية في أوساط الشباب كالبطالة وسوء العناية الصحية، وتدني المستوى المعيشي، ونقص المؤسسات الراعية، ومراكز الترويح والترفيه .
  وهذا لا يعني أن الشباب في الدول المتقدمة والغنية لا يعانون من مشاكل وأزمات رغم الوفرة في الإحصائيات والخدمات، ولكنها من نوع مختلف عما يعانيه الشباب في الدول الفقيرة وبسبب التطورات العلمية والتقنية الهائلة، وثورة الاتصالات والإنترنت والفضائيات، ودخول العالم في مرحلة العولمة، كمنظومة ثقافية سياسية اقتصادية اجتماعية تعكس تحالف القوى الرأسمالية العالمية العملاقة، وقد تفاقمت أزمات الشباب أكثر فأكثر في البلدان الفقيرة حيث بات الشباب يعاني من أزمة مزدوجة متولدة عن الأزمات المتوارثة، والمركبة القائمة أصلا وأخرى ناتجة عن التأثيرات القادمة عبر الإنترنت والفضائيات، والتي تعكس ثقافة ومفاهيم مجتمعات أخرى غريبة وتتحدث عن رفاهية خيالية نسبة لشباب البلدان الفقيرة.
 كما يهدد الشباب في هذه البلدان أزمات جديدة جراء هذا المد العالمي ويعد الشباب هم الأكثر طموحاً في المجتمع، وهذا يعني أن عملية التغيير والتقدم لديهم لا تقف عند حدود ، حيث ان هنالك دور كبير للشباب في المحور الاجتماعي وذلك عن طريق التوعية وإعلاء وتعميق قيم التدين ونشر قيم الفضيلة بجانب قيم التكافل والتراحم بين فئات المجتمع ، لتجفيف منابع الفقر والسعي لمعالجة قضية البطالة ، ومعالجة مشكلات المخدرات التي تنتشر يوماً بعد يوم ، وكذلك معالجة الآثار السالبة للعولمة عن طريق التوعية ، ومراجعة وسائل التنشئة الاجتماعية وأحكام الضبط عليها.
 ومما لا شك فيه أن الأعلام يلعب دور كبير في عملية التنشئة وفي العالم للأسف فقد حصل تحول من الإعلام الداخلي إلي الأعلام الأجنبي بصورة لم تشهد لها مثيل وهو من آثار العولمة الثقافية وهنالك عامل أخر يؤثر علي بنية المجتمع وهو انتشار الشبكات الاجتماعية علي الانترنت، ويكمن الحل في الجانب الاجتماعي بتقوية المجتمع المدني ومنظمات المجتمع المدني منعا للاختراق الثقافي والفكري للحفاظ علي الهوية ويجب أن يكون هنالك دور فاعل وريادي للشباب بمختلف توجهاتهم فى هذا الشأن من خلال تعزيز دور الشباب في الخدمة العامة والخدمة الريفية والأحياء الشعبية من خلال الأعمال التطوعية .
  لقد آن الأوان لنعترف كأهل ومربين أن الحياة تتغير باتجاهات قد لا نرغبها دائماً وأن الشباب يميلون إلى التأثر السريع بما يحيط بهم من متغيرات محلية وعالمية عبر التقليد والمحاكاة رغبةً في مجاراة الجديد والتميز بالمظهر واللباس وأنماط السلوك، وبما أن إنكار المشكلات أو التقليل من تأثيرها لا يعني زوالها أو معالجتها فإن العبرة في كيفية تناولها قبل أن تتحول إلى حالات مستعصية وبؤر للتعصب والعنف أو دوافع للانحراف السلوكي وتعاطي المخدرات كعلاج وهمي لحالات اليأس والإحباط وانعدام الأمل، فلابد من إتاحة الفرصة للشباب لعيش تجاربهم وتكوين خبراتهم وهذا لا يتطلب سوى تمكنهم من تحصيل المعارف والعلوم الضرورية والتعلم من أخطائهم واختياراتهم المعبرة عن وعيهم أما النصائح واتباع أساليب الوعظ والحماية، فإنها على الأغلب لا توصل إلى الغايات المرجوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *