أخبار عاجلة

إبراهيم الصياد يكتب… الإعلام وفوضى الفتوى !!

أعلم أن الجهة المنوط بها إصدار الفتاوى الشرعية في كل مجالات العبادات والمعاملات الإسلامية هي دار الإفتاء المصرية ولست أدري من أعطى جهات آخرى سلطة إصدار الفتاوى سواء كانت مؤسسات أو افراد ؟ وهل كل شيخ معمم أو غير معمم ينتمي للأزهر الشريف لدية ترخيص بالفتوى ؟ اذا اردنا الحقيقة نحن أمام ظاهرة ” فوضى الفتاوى ” خاصة المثيرة للجدل والتي تصبح مادة جاذبة للاعلام ! وتكمن خطورة الأمر في تعدد وجهات النظر والآراء التي تأخذ ثوب الفتوى الشرعية لدرجة ان بعض الفقهاء يقولون إختر ما يرتاح له قلبك والوزر على من أصدر الفتوى اذا كان هناك وزر والفكرة هنا أن البسطاء يتلقون الفتوى على أنها أمر مسلم به ولا نقاش فيه واتصور ان التعددية في الامور الشرعية قد تحدث نوعا من الخلل في تكوين الرأي السديد بشأن القضايا المطلوب التعرف على موقف الدين منها و اذا تعددت الفتاوى واختلفت التفسيرات بشان قضية ما حدث اللغط واختلطت المفاهيم وتاهت الحقائق عكس ما يقال إن الإختلاف رحمة !.
الشيء نفسه بالنسبة لإصدار فتاوى بشان تناول موضوعات غريبة وشاذة مثل حق الرجل في جماع زوجتة المتوفاة وهو أمر لايقبله العقل والاخلاق لتعارضه مع الانسانية ! كذلك ماقيل إن بعض الفقهاء أجازوا معاشرة البهائم او جواز تصوير ما يحدث بين الرجل وزوجته كبديل عن مشاهدة الأفلام الإباحية ؟ ولماذا التركيز على الامور الجنسية ألا يوجد في ديننا من قضايا ومعاملات غير الجنس والمتعة الحسية ؟ إن مثل هذه الاطروحات ليست عفوية او تأتي صدفة انها محاولة لتدمير العقل الجمعي للمجتمع وحصر التفكير في موضوعات تصادر حق المتلقي في ان يفكر في ايجاد حلول لمشاكله الحقيقية من غلاء وسوء بعض الخدمات او التفكير فيما يدور حوله من مخططات تستهدف الدولة المصرية من خلال نسف الاستقرار المجتمعي ولماذا نصدر للآخر صورة سيئة عن ديننا الحنيف؟ وهل تابعتم كيف تناولت وسائل الاعلام الغربية هذه البذاءات لهدم الدين الحنيف لماذا نقدم لعدونا مادة سهلة لكي يضربنا بها في مقتل ؟ هل هذا هو تجديد الخطاب الديني الذي طالب الرئيس السيسي ؟ لقد فهم البعض منا ان التجديد يعني الدخول في بحث قضايا لن نخرج من بحثها إلا ونحن مدمرون وهو المطلوب لأن المتربصين بنا سواء في الداخل او الخارج يتعمدون تفسير كلمة (تجديد ) على أنها ( تغيير ) .
نحن امام مخطط خطيرتتبناه فئة ضالة من الظلاميين الذين نبذهم المجتمع ويحاولون العودة للصورة من خلال نشر الافكار الضالة في شكل فتاوى لن يستفد منها المجتمع ويعتمد هذا المخطط على تسخير وسائل الاعلام في إشغال المصريين بقضايا جانبية لا ترقى لمستوى طرحها نهارا جهارا في شاشة التليفزيون الذي يدخل كل بيت إنها عملية إفساد مع سبق الإصرار والترصد لتسطيح وعي أمة بأكملها وإن طرح وتداول هذه البذاءات في وسائل الاعلام من خلال البرامج الحوارية وبرامج التوك شو المسائية التي يتابعها الملايين من جمهور المتلقين أمر يحمل الإعلام نفس مسئولية من يصدر هذه الفتاوى الضارة باخلاقيات وسلوك المجتمع ويحمل المجلس الآعلى لتنظيم الاعلام مسئؤلية حماية اخلاق الجمهور ويحث نقابة الاعلاميين – تحت التأسيس – على سرعة إصدار ميثاق الشرف الذي تم وضعة مؤخرا بمعرفة مجموعة من خبراء الاعلام واساتذة الجامعات لضبط آداء الإعلام !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *