أخبار عاجلة

إبراهيم الصياد يكتب… أزمة الإعلام الرسمى(3)

تناولنا في الأسبوعين الماضيين أزمة إعلام الدولة من حيث نقص المعلومات، الأمر الذي قد يؤدي أحيانا الى تأخير التغطية الخبرية للأحداث المهمة او الكبرى وأن حل هذه المشكلة هو عدم الارتكان الى لحظة وصول المعلومة طالما تم التأكد من وقوع الحدث والتعامل مع الموقف بالتدريج دون اي خلط بين التغطية الخبرية للحدث والتغطية التحليلية له مع ضرورة أن يتسق المناخ العام للمواد البرامجية المذاعة مع الحدث أيا كان.
ونتناول اليوم جانبا آخر يتعلق بردود الفعل بشأن إجراء حوار تليفزيوني مع إرهابي قبض عليه بعد حادث الواحات الشهر الماضي وتم بثه عبر  قناة خاصة وأنا هنا لن أقيم الحوار او ما تضمنه من ملاحظات مهنية وسياسية لكن لفت نظري سؤال بسيط طرحه البعض لماذا لم يتم إذاعة هذا الحوار من خلال تليفزيون الدولة؟
واستشعرت ان هناك اتجاها يحاول ان يضع فاصلا او حاجزا بين إعلام الدولة والدولة او الحكومة، بعبارة أخرى يروج هذا الرأي لفكرة ان الحكومة لا تثق في قدرات الإعلام الرسمي على نقل ما تريده بشأن ما يطرح على الرأي العام من موضوعات وقضايا تتعلق بالإرهاب مثلا، ولهذا تلجأ للقنوات الخاصة وتستعين بمحاورين من خارج ماسبيرو!
وأعتقد أن جزءًا من إجابة السؤال المطروح لدى القائمين على الهيئة الوطنية للإعلام وهي الهيئة البديلة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون وكان من المفترض أن يكون ملف العلاقة بين الحكومة وإعلام ماسبيرو أول الموضوعات التي يجب ان تحسمها الهيئة منذ ان تولت مسئولية الإعلام الرسمي، حيث انتظر الرأي العام منها ان تعيد ثقة الدولة في إعلامها لكن يبدو ان ملفات أخرى كانت أولى بالمناقشة من وجهة نظر الزملاء اعضاء الهيئة وترك المشهد لكارهي ماسبيرو يؤكدون ان ماسبيرو لا توجد به كفاءات قادرة على إدارة الحوارات المتعلقة بالقضايا المهمة.
في الحقيقة، إن كل ما تقدم يعطينا صورة غير حقيقية لإعلام الدولة وليس من صالح الدولة أو الحكومة ان تخسر اعلامها الرسمي للأسباب  التالية:
< يتميز إعلام ماسبيرو بالتنوع والقدرة على تفريخ الكوادر الاعلامية التي تهجره بعضها بمجرد ان تنهض الى القنوات الخاصة التي تطرح نفسها بديلا لماسبيرو.
< يتميز إعلام الدولة عبر الحقب التاريخية وفترات الأزمات السياسية والحروب العسكرية بأنه درع واقٍ للأمن القومي المصري والعربي ويكفي القول إن ماسبيرو كان احد اسباب نجاح ثورة الثلاثين من يونية عام 2013.
< نعترف ان ماسبيرو يعاني تراكما في المشكلات الفنية والإدارية والمالية ورغم ذلك يؤدي دوره بلا كلل او نصب وما من مناسبة قومية او نشاط للرئاسة وإلا قطاع الأخبار  – احد روافد ماسبيرو – هو البطل المجهول بتقاليده وخبراته وأبنائه وآخره منتدى الشباب الأخير بشرم الشيخ.
< إذاعة أي حوار او برنامج يتناول قضية تهم الدولة من خلال قنوات إعلام الدولة يعطي مصداقية أكثر لما يذاع!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *