أخبار عاجلة

هبه عبد العزيز تكتب… جريمة مسجد الروضة !!

لن أحدثكم اليوم عن المفارقة الصادمة فى الجريمة الوحشية التى هزت ضمير الإنسانية: فبينما كان عدد من المصلين (المسالمين بينهم أكثر من 170 مسناً) قد اصطحبوا أطفالهم (أكثر من 30 طفلاً) ليستمعوا إلى خطبة الجمعة -عن الرسول الكريم صاحب رسالة الإنسانية والتسامح- ويؤدوا فريضة الصلاة، كان عدد من الإرهابيين (أدوات بشرية انحرفت فطرتهم فتنازلوا عن عقولهم وضمائرهم لخدمة صناعة الإرهاب) يطلقون النار على هؤلاء المصلين فى هذه الساعة المباركة!.
كما لن أحدثكم كذلك عن النقلة النوعية فى استهداف الفئة الأضعف (المدنيين)، وضحايا تعدوا الـ300 إنسان، وما يعكسه ذلك من حالة الجنون التى اجتاحت عقول الجماعات المتأسلمة المتوحشة، ولا عن روح الانتقام التى تجلت فى تدمير سيارات المصلين والإسعاف، وتتبع كل من حاول الهروب بسيل من النيران.
وبعيداً عن قسوة الوجع وشدة الغضب لن أخوض كثيراً فى عدد من الجوانب المهمة التى فى ظنى أنه قد تم تغطيتها من عدد من المختصين والزملاء بشكل جيد سواء فى الإعلام المقروء أو المسموع أو المرئى.
ولكنى سأؤكد هنا عدة نقاط بشديد الاختصار:
الكل مستهدف (جيش، شرطة، مدنيون)، التوقيت مقصود للانتقام (بعد الضربة القاضية التى قامت بها القوات المصرية فى الواحات، والمخابرات المصرية أيضاً لإسقاط شبكة التجسس التركية، إضافة إلى الدور المصرى البارز فى الشرق «فلسطين» وفى الغرب «ليبيا»، مما سيضيق عليهم الباب من هنا وهناك)، الانهزامية والإفلاس اللذان بات يعانيهما هؤلاء المجرمون، خط صناعة الإرهاب عبارة عن (محرض، ممول، أداة «والأداة أو الشخص المنفذ يمثل الذيل فقط»، فتصفية آلاف الأجساد منهم غير مجدية طالما بقى العقل المولد للإرهاب حياً، لذا لا بد من قطع الرأس المحرض والجسد الممول).
كما أود أخيراً أن أوضح للعالم كله أننا المصريين نخوض حرب وجود «نكون أو لا نكون»، وأننا نواجه صراعاً استثنائياً فى ظروف استثنائية تتطلب مواجهة استثنائية بكل ما تعنيه كلمة «مواجهة» من معانٍ على الصعيد الأمنى والقضائى والمجتمعى.
فالقضية باتت قضية «وجود وطن وأمن وسلامة مواطنيه»، وأنه يجب أن ننظر جميعاً للمشهد الإقليمى والدولى من منظور أوسع، بحيث نضع فى الحسابات «المصالح التى يخدمها هذا الإرهاب»، وعليه نخطط لتحركاتنا انطلاقاً من الوعى بذلك، ولذا أطلب مجدداً من جميع الدول الصادقة فى حربها على الإرهاب -وهنا أضع خطاً تحت كلمة صادقة- أن تأخذ الأمر بمزيد من الجدية، وأن تضع يدها فى يدنا لمواجهة الإرهاب الغاشم الذى طالت أذرعه الكثير من مناطق العالم، وأصبح لا يوجد شبر على الكرة الأرضية من شرقها لغربها، شمالها لجنوبها بمنأى عن الاستهداف الإرهابى، كما صرح وناشد بذلك سيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى من قبل ومند بداية توليه الحكم، فالمعركة مع الإرهاب ليست فكرية فقط، كما أنها ليست دينية – اجتماعية – اقتصادية – سياسية فحسب، ولا هى تحسم بالمواجهة العسكرية والأمنية ولا حتى الثقافية، لكن الإرهاب يؤدى مجموعة من الوظائف لمجموعة من الأطراف الداخلية والخارجية، فهو كظاهرة لها أبعادها السياسية العابرة للحدود (والتى لها علاقة بإعادة ترسيم الخرائط فى عدد من مناطق العالم وبالأخص منطقة الشرق الأوسط وفى قلبه العالم العربى، وهنا قد يكون لنا مقال مفصل فيما بعد).
ومضة:
لعل جريمة «مسجد الروضة» تكون نقطة فارقة لكل مخدوع فى أفكار تصور أنها طريق الجنة، بينما هى طريق الشيطان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *