أخبار عاجلة

د.حياة عبدون تكتب… الغباء السياسي .!!

من الحياة .
أمسكت القلم لأكتب مقالي اليوم ..و أخذت ابحث عن فكرة ، عن موضوع، عن وضع ، عن موقف يبعث لي و لكم الأمل فلم أجد !!
فكل الأفكار تتطاير و تتبخر امام حالة الفساد التي تسيطر و تتوغل في مفاصل الدولة !! .
فكل الموضوعات اجدها تتركز حول مشاكل ، مصاعب ، فساد المحيط بالدولة !!
حتي الوضع العربي الذي نعيشه أصابه نوع من التخبط ، الضعف، الوهن ، و ” الغباء السياسي ” تلك المقولة الشهيرة للرئيس الزعيم بطل الحرب و السلام ” السادات ” لابد أن يحاسبوا بتهمة الغباء السياسي” !! الله يرحمك يا سادات …لو كنت عايش الآن ياترى كم شخصية كنت ستحاكمها بهذه التهمة ؟ ..
فعلا نحن محاطون بكثير من الشخصيات السياسية التي لابد أن تحاسب بتهمة الغباء السياسي سواء على المستوى المصري أو العربي !!
السياسي المتلون الذي يتلون بكل الألوان و لا يعي و لا يستوعب انه مكشوف للشعب و للدولة و انه ” كارت محروق ” أليس غباء سياسي !!!
النائب الحرباء الذي وعد ناخبينه بتعيين أبناءهم و ….و …..ثم اختفي و لم يعد يراه احد لأنه يعمل علي مصالحه الخاصة من تعيين أبنائه…. و من زيادة أرصدة البنوك علي حساب الشعب… و يعتقدون أن الشعب ينسي و سيعودون الكره مرة أخرى عند قرب إجراء الانتخابات… أليس هذا غباء سياسي ؟ !!!
السياسي أو الحزبي أو الكاتب السياسي الذي يشعر بتضخم الذات و بإدمانه للسلطة و الاستعلاء علي الناس و عدم قدرته على تقدير الأمور تقديرا حكيما و يعمل علي تضخيم ذاته بدلا من الاقتراب من الشعب لحل مشاكله …أليس هذا غباء سياسي؟!!.
اليست الساحة العربية ممتلئة الان بكثير من الشخصيات التي ساعدت أعداء بلادها و أوطاننا ليكونوا خنجر في ظهر الأمة العربية..و الآن.. تواجه بلادها خطر التقسيم و السيطرة علي مفاصل الدولة و تفككيها و بدلا من أن يتحدوا مع أشقائهم يبتعدوا عنهم و لا يحتمي بهم ضد العدو المشترك و يضعفوا من انفسهم ليكونوا فريسة سهلة لهم بيد الأعداء …أليس هذا غباء سياسي؟ !
السياسي و رجل الدولة الذي يخطيء في قراءة المشهد ….و ينفصل عن الواقع ….و يكرر نفس الأخطاء … لا يستطيع أن يميز جيدا بين ما ينفعه و ما يضره ….يختار أسوأ وكلاء وزراء أو مساعدين له أو مستشارين …يتعامل مع أسوأ أنواع السياسيين و أفسدهم …. أليس هذا غباء سياسي؟ !
راجع و اقرا التاريخ …ستتأكد ان الغباء السياسي قد ضيع بلاد و أسقط إمبراطوريات …و أطاح برؤساء و بمسؤولين ليس في مصر و في العالم العربي فقط بل في العالم ..!!!
السياسي و الوزير أو المسؤؤل أحادي الرؤية ،فلا يحسن استخدم الخيارات المتاحة بصورة أفضل.. يستخدم نفس الآليات… افتقاد القدرة للإنصات لوجهة نظر معارضة أو مغايرة له .. لا يقرأ التاريخ و لا يتعلم من أخطاء من سبقوه ، يسير علي النهج القديم من العناد و المكابرة و تعظيم ” الأنا ” لن يجد إلا الندم …أليس هذا غباء سياسي !!!
اللهم ارحمنا من الغباء السياسي وارزقنا برجال دولة لان مصر في مرحلة اعادة البناء ليست بحاجة الا للذكاء، الرؤية الثاقبة ، الحكيمة ، القوة ، القرار القاطع ، المواقف الثابتة بدون تراجع حتي تظهر قوة الدولة …
اللهم …انقذنا من الأغبياء.. الذين يدهشوننا من فرط الغباء و نكاد لا نصدق انه سياسي من فرط الغباء !!!
.اللهم .. قنا من جميع أنواع الغباء و بخاصة من مرض ” الغباء السياسي “.. آمين يا رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *