أخبار عاجلة

ابراهيم الصياد يكتب… اعلام الحرب على الإرهاب ( 2 )

في ظل الحرب يعيش المجتمع حالة من ” الأزمة ” وعلى الإعلام أن يتناغم مع هذه الحالة ما يعني أن الرسالة الاعلامية يجب أن تطوع لخدمة العمليات الحربية ، بعبارة آخرى في العموم تعتبر الجبهة الداخلية ظهيرا مساندا للقوات المسلحة ، وعلى وجه الخصوص يصبح الاعلام سلاحا مؤثرا – لو أحسن استخدامه – لإحتشاد الرأي العام لاسيما في الحرب على الارهاب ، وكلنا يعلم ان العدو في الحروب التقليدية محددا ومعروفا ويتم التعامل معه وفق قواعد الاشتباك العادية ولكن الارهابيين يعتبرون هدفا معاديا غير معروف الهوية وغير محدد المكان ويتطلب تعاملا من نوع خاص يعتمد على المعلومات بالدرجة الاولى ومن ثم يفرض هذا الوضع تعاملا مهنيا معينا من قبل صانعي ومقدمي ومنتجي المواد الاعلامية وفي مقدمتها فورمات ” الاخبار” و ” الدراما ” وبرامج ” التوك شو ” و “الفترات المفتوحة ” .
ونجد نشرات الاخبار والبرامج الاخبارية في حالة الأزمة دائما اكثر المواد الاعلامية مشاهدة لأن الأخبار توفر المعلومات من مصادرها وإن عملية الربط المستمر بين الجمهور وتطورات الاحداث الجارية تصبح الوظيفة الاساسية التي يجب ان يحافظ عليها متخذ القرار في غرفة تحرير الاخبار وفق المعايير الدولية لنقل الخبر ، والتي تتلخص في اربعة معايير ان يكون الحدث جديدا وغير عادي وكبيرا ومثيرا ويهم كل الناس وترتفع مصداقية الوسيلة الاعلامية كلما كان النقل مباشرا ومواكبا لتطورات الحدث اذن لا يمكن ان تدور معارك مع الارهابيين هنا او هناك ولا تقدم خدمة إخبارية عالية الآداء متزامنة مع الحدث وبالشكل الذي يخدم العمليات حيث تتحول نشرات الاخبار في وقت الحرب الى فترات مفتوحة تقدم المعلومة أولا بأول ويجري استضافة خبراء ومحللين لتحليلها و مدعومة بالصوت والصورة .
ولهذا من الضروري ان يتم اعداد مجموعة من المذيعين والمذيعات ممن لديهم دراية بالثقافة السياسية والعامة والقدرة على ملء الهواء ومحاورة الخبراء الذين يجب ان يحسن اختيارهم .
ويصبح قطع الهواء كلما جاءت معلومات جديدة امرا عاديا للمسئول عن الاخبار مع توظيف دائم للشاشة بتقسيمها كلما تعددت مصادر المعلومات المصورة وفي ظل عدم وجود جديد تخضع الخريطة البرامجية للحالة العامة فمثلا لا تقدم مواد إعلامية تتناقض مع هذه الحالة ومن الامثلة التي تذكر في هذا المقام اذاعة مسرحية ” مدرسة المشاغبين ” وقت وقوع احداث 18 و 19 يناير عام 1977 او تثبيت كاميرا على كوبري اكتوبر خلال ال 18 يوما الشهيرة بعد اندلاع احداث ثورة 25 يناير 2011 .
ويلتزم المسئول دائما عند اتخاذ اي قرار إعلامي بمراعاة اعتبارات ” الامن القومي ” في كل ما يقدم عبر الاذاعة والتليفزيون وهو اجراء معروف ومتبع في وسائل اعلام الدولة ولهذا احيانا تأخير اذاعة خبر ما يتفق مع هذه الاعتبارات وعلى الجميع الالتزام بذلك ولهذا من الاهمية بمكان ان يتم التنسيق في هذا الشأن بين كل الخدمات الإخبارية .
في حالة الحرب على الارهاب من غير مقبول ان تقدم وسائل الاعلام برامج اقل ما يقال عنها أنها غير جادة لأن هذا يعد استخفافا بعقلية الجمهور و غير مناسبة للمزاج العام !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *