أخبار عاجلة

د.مجدي العفيفي يكتب… عودة (هولاكو) الأمريكي..!!

حول ما كتبته هنا في المقالين السابقين عن الرئيسين الأمريكيين، (ترامب) الذي يجسد في سلوكياته المعاني البشعة في النشيد الوطني الأمريكي، الموشح بالقنابل، والصواريخ والدماء، ومن قبله (بيل كلينتون)، من وحي مقابلتي معه في مسقط عام 1999، تلقيت (بوست) أرسله لي الكثيرون في سياق حواريات جدلية حول ما كتبته.. جاء في ثلاثة سطور مكثفة تحمل سؤالا استنكاريًا أكثر منه استفهاميًا:
(أن بوش وكلينتون وأوباما.. غزوا 9 دول إسلامية.. وقتلوا 11 مليون مسلم، خلال 23 عامًا من حكمهم.. ولم يصفهم أحد بالإرهاب!!)
ولن يصفهم أحد بأنهم إرهابيون… أرهبوا دولا وشعوبًا، ولا تزال آثارهم تدل عليهم، لعل بضاعتهم ترد إليهم ذات يوم..
وصدق السياسي المخضرم، وهو يعلق على ذلك (البوست) إذ قال لي: (إللي في يده القلم ما يكتب نفسه شقي) بمعنى أن صاحب القلم هو الذي يصدر الأوامر والأحكام.. وأما الباقون فهم كومبارس…!!.
نعم.. كومبارس..! وإن كنت أعتقد أنهم ليسوا عمالقة لكننا أقزام.. للأسف، وهذا ليس (جلدًا للذات) بقدر ما هو (نقد للذات)..
ولأن الشيء بالشيء يذكر.. فقد استعدت من الذاكرة هذا الأثر التاريخي البغيض..
يوم دخل هولاكو بغداد قتل العلماء والتجار والقضاة، ثم قال لجنوده:
– أبقوا المستعصم – الخليفة – حيًا حتى يدلنا على أماكن كنوزه…
وذهب المستعصم معهم، ودلهم على مخابئ الذهب والفضة والنفائس، وكل المقتنيات الثمينة في داخل وخارج قصوره، ومنها ما كان يستحيل أن يصل إليه المغول بدونه، حتى إنه أرشدهم إلى نهر مطمور من الذهب المتجمد لا يعلم أحد بمكانه، فقال له هولاكو ساخرًا:
– لو كنت أعطيت هذا المال لجنودك لكانوا حموك مني…
لم يبك المستعصم على الكنوز والأموال، ولكنه بكى حين أخذ هولاكو يستعرض الجواري الحسان، وعددهن 700 زوجة وسرية وألف خادمة، وأخذ الخليفة يتضرع إلى هولاكو قائلا:
– مُنّ عليّ بأهل حرمي اللائي لم تطلع عليهن الشمس والقمر…
ضحك هولاكو من قول المستعصم، وأمر أن يضعوه فى جوال (كيس من الخيش) ثم يضربه الجنود ركلا بالأقدام حتى الموت!
يقول المؤرخون: إن ما جمعه بنو العباس فى خمسة قرون أخذه هولاكو فى ليلة واحدة!!.
وأقرب رؤساء أمريكا إلى شخصية هولاكو هو (ترامب)، الذي ظهر قبل أيام، وقد نسي ترامب أنه رئيس أمريكا، وعاد إلى طبيعته كرجل أعمال، وراح يعرض لوحة الأسلحة والمعدات، ويروج لها.. وسجلت محطة “سي إن إن” بالصورة والصوت، ما قاله الرئيس ترامب وهو يسوق منظومة الدفاع الأمريكية من نوع “باتريوت” ليس باك 3، وليس باك 9، بل باك 16، الذي تستعمله الولايات المتحدة لحماية أجوائها، ولا يمكن لأي هدف جوي أو صاروخ اختراقه، ومنظومة صواريخ باك 16 تبدأ بإطلاق الصواريخ على الهدف الجوي منذ انطلاقه، وتستمر بملاحقته، وكلما اقترب تزداد عدد الصواريخ التي تنطلق باتجاهه لتصل بالنتيجة إلى 500 صاروخ ضد الهدف الجوي، ولا يمكن أإا أن تسقطه وتحطمه.(!!)
هكذا يريد أن يبيع بضاعته للشرق الأوسط..! كما باعها أسلافه السابقون، وسيبيعها اللاحقون.. ونحن أكبر سوق لهم…
لقد أذهلني هذا الرجل الذي يشبه (الحاوي) في طريقة تسويقه…
هذا بعض من كل… في الفلسفة البرجماتية.. ودعه يعمل دعه يمر…
إنه الـ ( سيستم) الأمريكي ..!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *