أخبار عاجلة

ابراهيم الصياد يكتب… التنمية الغائبة عن بورسعيد!!

فى المقالتين السابقتين فتحنا ملفات تتعلق بأوضاع ومستقبل مدينة بورسعيد ومن خلال دراسات متعمقة لموارد هذه المدينة الطبيعية والبشرية ثبت أنها ذات وضع متفرد يمكن أن يجعلها على رأس المناطق الجاذبة للاستثمار فى كل المجالات، ومن بينها مجال (التنمية السياحية) ويمكن القول إن بورسعيد حتى الآن ما زالت غائبة عن خريطة الاستثمار السياحى لمصر لأسباب تتعلق بفترات عدم الاستقرار التى شهدتها المدينة نتيجة الحروب فى الستين سنة الاخيرة أو لأسباب تتعلق بفشل تجربة المنطقة الحرة وكان من باب أولى أن تكون المنطقة الحرة عاملاً مهماً فى معادلة النمو السياحى بها ولكن حدث العكس أو لأسباب تتعلق بإهمال متعمد لبورسعيد ربما لدواعٍ نفسية أو سياسية من قبل نظام مبارك خلال اكثر من ثلاثين عاماً.
تتميز بورسعيد بأنها شبه جزيرة تتمتع بظهير مائى، حيث تحيط بها المياه من ثلاثة جوانب البحر المتوسط وقناة السويس وبحيرة المنزلة مع تحفظنا على هذه الأخيرة الآن التى تم تقزيمها بتجفيف آلاف الأفدنة منها وخسرت مصر رئة طبيعية ومصدراً للثروة السمكية وما تبقى من البحيرة أصبح مصرفاً للمناطق الصناعية فى العاشر من رمضان الأمر الذى جعلها عبئاً على ظهير المدينة المائى!
وعلى الضفة الأخرى للقناة توجد مدينة بورفؤاد الرابط بين قارتى آسيا وأفريقيا ومن خلال معدية المدينة اختصرت المسافة بين القارتين إلى نحو خمس دقائق تصبح المدة أقل بكثير لو تم استخدام كوبرى النصر الجديد هذا التكوين الطبيعى للمنطقة وسيكون العبور من غرب القناة إلى شرقها أكثر سهولة مع اكتمال الأنفاق التى يتم إنشاؤها وتعد أحد ملامح مشروع تطوير منطقة قناة السويس.
ولكن هناك تكوين اجتماعى وإنسانى للمدينة بحكم النشأة أعطى لها طابعاً ديموجرافياً مختلفاً عن المناطق التى حولها أو القريبة منها، مثل دمياط والشرقية والإسماعيلية فهى منطقة كوزموبوليتان بمعنى أن أجناساً عديدة عاشت فيها أو مرت عليها وهى ميزة الموانئ أو مناطق الترانزيت جاء التقسيم الإدارى التقليدى للمدينة، متسقاً مع هذه الظاهرة حيث يوجد حى العرب وحى الإفرنج ففى فترة من الفترات كان المصريون يتركزون فى المنطقة العربية، فى حين الأجانب خاصة اليونانيين والإيطاليين وبقية الجنسيات يتركزون فى المنطقة الإفرنجية وكان من المفترض أن تدعم المنطقة الحرة هذه الميزة لتنشئ سياحة التسوق على أسس موضوعية أما السياحة الشاطئية فهى مرتبطة بكون بورسعيد من المصايف التى لم تأخذ حظاً وافراً من الاهتمام، مثل غيرها ربما لأن الفاصل بين كونها مدينة وكونها مصيفاً غير واضح ومن المعروف أن المصيف والمدينة لكل مكوناته واهتماماته وصعب الأمر بناء قرى سياحية داخل كردون المدينة فحجب منظر البحر وانحسر الشاطئ المتميز برماله الناعمة حيث كان من المفترض أن يكون الامتداد الشرقى والغربى خارج بورسعيد هو المكون الطبيعى للتنمية السياحية مع الاهتمام بوجود فنادق متعددة المستويات داخل كردون المدينة، ولكن ما حدث أدى إلى ازدحام غير عادى بالمدينة وتخمة فى قرى سياحية لا يسكنها إلا الصفوة إذا وجدت أماكن بها فجميع القرى السياحية فى بورسعيد مشغولة صيفاً وشتاء بغير العابرين والزائرين والسياح ما أدى إلى حرمان أهل المدينة وزائريها من التمتع بها وإن كنا نتوقع عودة التنمية السياحية الغائبة عن بورسعيد مع اكتمال مشروع تطوير قناة السويس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *