أخبار عاجلة

د.محمد حمادة يكتب.. «التقيه ،،، والاستعلاء»

في عام 1989 اقامت نقابة الاطباء بالمنصوره ( والتي كان يسيطر عليها الاخوان ) معرضا للسلع المعمره ،،،ذهبت انا وصديق لي عليه رحمة الله ،،واشترينا اجهزه كهربيه ،،وبعض المعدات لأنشاء عيادتي الخاصه ،،، وكانت بقسط شهري وتسدد شهريا علي 30 شهر ب 30 شيك ،، وكان هناكشيكا اخيرا اجماليا ( بأجمالي المبلغ كله ) وهو الشيك رقم 31 والذي لا تسترده الا بعد ان تسدد كل ماعليك من شيكات ،،والا سوف يقومون بالشكوي ضدك بالمبلغ الكلي حتي لو نقص عليك شيك واحد فقط من الشيكات ال 30 !!!  مضينا علي ال 31 شيك ،،،واسبوع وذهبنا واستلمنا اجهزتنا ،،، وبدأنا بالتسديد لعضو النقابه ببلدنا ونسترد منه الشيك ،،،وسارت الامور ،،
اتت انتخابات النقابه 1992 ،،وكنا وبعض الزملاء نساند جبهة التيار المدني ،،وكلفونا بالدعايه لهم, في الوقت ذاته كانوا الاخوان يقودون حملة دعايه يصرفون عليها ببذخ شديد ،،ويقومون بالدعايه الشفويه وزيارة الاطباء بعياداتهم ،،ومنازلهم احيانا ،، وكان لا يخلو اسلوب دعايتهم من تشويه للطرف المنافس وصل لحد اتهامات في الدين !!
وكنا نحن استطعنا ان نكون مصدرا لقلقهم نظرا لقوة التيار المدني ايامها ،،،
واحتدم الصراع ،،،وذات نهار فوجئت بزياره للقطب الاكبر لهم ( وعضو مكتب الارشاد ) لي بالعياده, وكنت في الركعه الاخيره من صلاة الظهر ،،وجلس هو منتظرني علي كرسي بجوار المكتب حتي انتهي من صلاتي ،،وانتهيت من الصلاه ،،فرحبت به بشده وكانت نظرته لي كوني اصلي تحمل شئ من اللاهتمام والابتسامه ( الصفراء ) !!،،،،كانت له مكانته في السن والهيبه عند اعضاء جماعته وغير الاعضاء ايضا ،،ووجب الترحاب المخلوط بالاستغراب والمفاجأه ( لانه يعلم جيدا اني اقود مساندة التيار المدني ،،ومعي قليل من الزملاء ،، وادعو له بقوه وصلت لحد المنافسه والصراع والتحدي ) ،، فكانت زياره غريبه ،،والاغرب منها ماقاله من عباره لا انساها :- ( اللي يفيض منك من اصوات ،،فلتكن لنا ) ؟!؟!؟!
المهم انه تمت الانتخابات بعد حشدهم للاطباء من بيوتهم باتوبيسات خاصه ووجبات دسمه ،،ونجحوا فيها بصعوبه ،وبدا لنا منهم الغمز واللمز والاستهزاء ،،،وعدم القاء السلام !! الي ان مروا بالتسعينات بتضييق امني بعد احداث مذبحة الاقصر ،،ففوجئت مره اخري بزياره لي من أحد اقطابهم ( وكان بيننا خلاف اوصله لحد القطيعه والعداء ،بل والتهديد ) ،،رحبت به بشكل يليق
بالزماله ،،ولم يتطرق الحديث للخلافات ،،وكل ماقاله كلمه غريبه ( انت وحشتني ،،حبيت اشوفك ) ؟! وهو هو نفس الشخص الذي قابلته بعد نجاح مرسي كرئيس وقابلني بكل برود ،،واستعلاء ونظرات شماته مخلوطه بالكبر !!!
نعود لقصة الشيكات ،،،حضرت حوارا بين طبيب نسا وتوليد ( رحمه الله ) غير اخواني كان يسدد لزميله مندوب النقابه الاخواني ويسترد شيكاته ،وكان الخلاف عباره ان الاول يؤكد انه دفع للمندوب الاخواني المبلغ ويريد الشيك ،،والاخواني ينفي استلامه للمبلغ ،،قائلا له عباره لا انساها ( انا مصدق ،،
وانت غير مصدق ) !!! واضطر الحضور تصديقه نظرا لخروجه من دقائق مؤما صلاة الظهر بمسجد المستشفي ؟!؟!
ذهبت للنقابه لدفع اخر شيك ،،واستلام الشيك الاجمالي ( وهو الشيك الاهم الذي كان يسبب للجميع صداعا مزمنا نظرا لكبر المبلغ واهميته للخلاص من هذا العبئ ) ،،، فكانت المفاجأه ،،،فقد سحبوا من دفتري هذا الشيك الهام ،،ووضعوا مكانه شيكا منفصلا عن دفتر شيكاتي ،،وبخط ركيك لشخص اخر مختلفا تماما عن خطي وأمضتي ،،بل ومفصولا عن الدفتر ولكنه
مدسوسا في اخر الدفتر ،،وهنا استرجعت اشياء ما بداخلي ،،مع استغرابي الشديد للحدث ،، وبدأت علامات الشك والمؤامره تتملكني لدرجة اليقين من انه تدبير لأنتقام ليس الا ،،ولن اقبله ،، وثارت ثورتي ،،وعلي صوتي لاول مره مقتحما مكتب النقيب ،،واجنمع اطباء وكنت متعمدا ان اروي
ماحدث بصوت عالي كي يعلم الحضور كوني صاحب حق ،،فساندني الجميع ،،ولم اترك النقابه الا وانا معي مخالصه مكتوبه وموقع عليها 2 شهود وتوقيع النقيب بأنني خالصا متخلصا من كل التزاماتي الماليه المتعلقه بالمعرض السلعي ،،،
رجعت الي المستشفي ورويت ماحدث للراس الكبري ( وعضو مكتب الارشاد ) متعمدا ان اخبره بسوء النوايا لما تم تدبيره ،،فكان رده باردا ؤبأبتسامه صفراء ايضا :- موش اخدت مخالصه ،،لسه بتحكي لي ليه ؟!؟! 
خلاصة الكلام ياجماعه ،،ان دي جماعه عنصريه ،،وربما نازيه ايضا ،،فمن ليس معهم فهو ضدهم  ووجب تهميشه بكل الطرق ،،والاستعلاء عليه ،،وقهره ،،وارهابه ،،،بأسم الدين ؟!؟ تلك هي الفاشيه الدينيه المصغره في صورة نقابه ،،فما بالك لو حكمت دوله وامتلكت كل ادوات السلطه من اول نقاباتها حتي قضائها وشرطتها ،،والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟!؟! 
فعلا ،،، لقد حمي الله مصر وشعبها ،،، تحيا مصر ،،فرعونيه ،،مدنيه ،،خاليه من الافكار الوهابيه ،،والأرديه الزائفه الدينيه ؟!؟! 
الي لقاء ،،،،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *