أخبار عاجلة

مصطفى البلك يكتب.. قالها الرئيس «والله هتتحاسبوا على ده»

لا تفهمونا غلط
توقفت امام احداث فيلم الممر وانا اشعر بالفخر والاعتزاز ، وانا اري ملحمة مصرية لدينا الكثير منها ، فسجل البطولات المصرية منذ العصور الاولي للتاريخ زاخر بها وهي محفورة علي جدران المعابد وسجلات الشئون المعنوية بالقوات المسلحة ، شاهدت احداث من لحم ودم ، عبرت عن واقع خير اجناد الارض ، وكنت سعيد جدا وانا اري الاقبال الكبير من الجماهير المصرية علي حضور الفيلم وكانت سعادتي اكبر من ردود الافعال التي حاولت التعرف عليها اثناء حضوري له لدرجة انني دخلت الفيلم ثلاث مرات ارقب فيهم عن قرب الاقبال الشديد علي حضور الفيلم ، وادركت ان العمل الجيد يجد من يجتمع حوله ويسعي اليه ، وهذا الاقبال ضحد مقولة الجمهور عايز كده ، الجملة الشهيرة التي تقال مع كل اسفاف يتم انتاجه ، واكثر ما اسعدني اسرة سعودية كانت ضمن الحضور وسمعت احدهم يقول هما دول ولاد مصر ، جملة اسعدتني جدا وجعلتني اشعر ان مصر هي الدرع الواقي للعالم العربي في نظر ابناء عالمنا العربي يعرفون لنا قدرنا ، التاريخ بيقول ده ، ومن هذا الممر نعبر للحديث عن السجلات المصرية المحفوظة داخل جدران الشئون المعنوية التي طالبت يوما بالإفراج عنها في احد مقالاتي لانني ادرك قيمتها واهميتها لبناء شباب مصر الباحث عن القدوة والمثل ، والذي يكاد بفقدهما بسبب الغث الذي فرض نفسه علينا من خلال اعمال درامية وسينمائية جمعت كل المساؤي التي تغيب العقل ، فصارت الشخصيات الدرامية التي تؤدي دور البطولة سيئة السمعة تدور في فلك الجريمة وتجارة المخدرات والدعارة و تخاطب الفئات المهمشة وتنمي لديهم الايمان بغياب القانون وتحرض لديهم مبدا القوة والبلطجة وتستبدل القانون بالعنف ،  خاصة وان حربنا ضد الإرهاب بها الكثير من البطولات التي تكتب منها ملاحم تخلد هذه البطولة وكان اخرها الهجوم الإرهابي علي كمين العريش يوم العيد ، هذه البطولات تصاغ دراميا وسينمائيا ولكن تحتاج كاتبا مبدعا وانتاجا تدعمة الدولة وتقف خلفه ، فكل الاعمال السينمائية الامريكية امني قومي والعلم الامريكي محور الاحداث وصنعت امريكا والبطل الخارق كان صوره سينمائية ترسلها وتصدرها امريكا للعالم ، فالسينما صنعت امريكا في الاذهان الجزيرة وضعت قطر علي الخريطة كدولة .. ففي ظل غياب الثقافة وانتشار الجهل والامية وضياع الحبكة الدرامية نتيجة النحت والتقليد والتمصير من اعمال اجنبية لا تنتمي للبيئة المصرية من بعيد وقريب هذا بالإضافة الي عدم ادراك جهات الإنتاج للاثار السلبية لدراما الهدم وانتشارها بشكل واسع ، وان ما يتم انتاجه لا يراجع بعين خبير ، ورغم كل هذا العبث الإنتاجي كان لدينا ارادة وادارة لانتاج الممر بمبادرة من القطاع الخاص ، يضاف الي هذا الإنجاز عمل درامي رمضاني هو كلبش 3 فتحية لكل القائمين والمشاركين فيه ، واكرر انه كان عمل كشف لنا الجوانب التي لا يراها المواطنون ولا يعرفونها ورصد لنا الحرب المصرية ضد الإرهاب ودور الاجهزة الامنية في التعامل مع التطرف والخلايا الارهابية المدعومة من الخارج ، العمل كشف لنا الكثير من الخفايا ووضح لنا اعمالا تدار في الخفاء ضد الكنانة ، واستطاع المؤلف باهر دويدار تقديم جرعات كاشفة عن المخططات التي تحاك ضدنا بشكل فيه تشويق واثارة جعلنا نتغاضي عن التطويل والمط الذي كان في الحلقات ، وكانت رؤية بيتر ميمي إضافة لما كتبه المؤلف ، فمصر تخوض حرب بالإنابة عن العالم ضد الإرهاب ورغم هذا تحاك ضدها المؤمرات الخارجية وهي صامدة وتحقق انتصارات وتقف علي اقدامها صامدة متطلعة للمستقبل بانجازات علي ارض الواقع من طرق وانفاق واضخم كوبري ملجم في العالم وغيرها حتي صار لدينا كل يوم مشروع يتم افتتاحه وكل هذا يفتح افاق للاستثمار بشكل واسع جعلنا محط انظار العالم كله ، وكل هذا لابد ان يكون من اهم الاسباب وراء تصحيح المسار الثقافي والاعلامي والإنتاجي للدراما تليفزيون وسينما ، ومن اجل هذا اقدم دعوة لشركات الإنتاج الدرامي العمل علي انتاج اعمال درامية وسينمائية تتناسب مع المرحلة ، وتضع البطولة والإنجاز في مكانهما الطبيعي للعمل علي بناء الانسان المصري وتقديم لنا المثل والقدوة من خلال دراما تدخل كل بيت مصري وهي قوته الناعمة التي كان لها السيطرة والوجود في العالم العربي وهي مصدر دخل خاصة وان لدينا عدد كبير من شركات الإنتاج توقفت بسبب تراجع الإنتاج الدرامي وتوقفه ، فسوريا رغم ظروف الحرب علي ارضها انتجت 32 عملا دراميا وحققت 100 مليون دولار وسيطرت علي الشاشات العربية في رمضان ، نحتاج القادرين علي دراسة سوق الدراما والوقوف علي اسباب تراجعها ووضع العلاج لها ، والعودة مرة اخري الي النص الدرامي فهو مصدر القوة والبعد عن ورش كتابة السيناريو والاسكتشات المكتوبة بسطحية وكانت ركيكة منفصله عن خطها الدرامي ضعيفة لم تصل للمشاهد ، التوقف عن الاستسهال في الكتابة الدرامية فراينا هذا العام اعمالا كوبي بيست من اعمال اجنبية دون مراعاة لاختلاف البيئة والعادات والتقاليد بيننا وبين بيئة الاعمال المنقوله بالمسطرة ، البعد عن دراما للاستهلاك الاعلاني وليست للمشاهد ، لابد من اعمال العقل والفكروالثقافة والاهتمام بدور المتخصصين في علم الاجتماع والنفس حتي يواكب انتاجنا الفني العقلية المصرية وان يكون الرسالة المقدمة ايجابية تخدم المجتمع وتكون عامل تنموي فعال للفرد والمجتمع ، وان تكون الدراما المصرية تعبر عنا محلية ولدينا امثلة كثيرة حققت نجاحات وكتب لها البقاء مثل ليالي الحلمية وارابيسك وزيزينيا ورافت الهجان ودموع في عيون وقحة وغيرها من اعمال ارخت لمصر ونحن لدينا الكثير يمكن الكتابة منه القماشة واسعة والاحداث كثيرة وتحتاج لمؤلف حرفي قادر علي الصياغة والرصد لحياتنا وتاريخنا الملئ بالاحداث لينهل منه ويعبر عنه وعنا .

وهنا لابد ان انقل ما قاله الرئيس السيسي موجهاً حديثه ليسرا والسقا “محتاجين تبقى تجربتنا ثرية، بقول تاني لينا كلنا حتى للإعلام والتليفزيون والأفلام والمسلسلات مين هيتصدى لده، مين هيعمل الوعي، يا أستاذ أحمد أنت واستاذه يسرا والله هتتحاسبوا على ده، أيوة هيتحاسبوا، قدموا للناس الأمل، ادوا للناس أمل في بكرة ونحسن في قيمنا وأخلاقنا وده لن يأتي إلا بكم، كل قطاع من قطاعات الدولة له دور، وهنشوف في رمضان الجاي يعني” وتوجيه الرئيس كلامه للسقا ويسرا هو رسالة لكل من يعمل في الحقل الفني والاعلامي فالكلمة مسئولية وامانة من يتحمل عواقبها، كبرت الكلمة، الكلمة فرقان ما بين نبي وبغي فمتي ياتي رمضان ؟ .

واكرر ما قاله دكتور حسن مكاوي عميد اعلام القاهرة الاسبق ” أصبح الإعلام والفن سلعة قابلة للبيع والشراء وخاضعة لقانون العرض والطلب وهوما يعبر عن ضيق أفق وقصر نظر، وحيث تكون السلعة هي الأساس، فإن الثقافة يمكن تسويقها أيضآ لجني الأرباح وترسيخ أفكار الفئة المالكة أوالمهيمنة علي الإعلام وهوما ينطوي علي خطر حقيقي . الطريق الصحيح لمسيرة اعلامية وفنية تبني البشر ليساهموا في بناء الحجرتحتاج عمل جماعي تتبناه الدولة وينفذه متخصصون ومدركين لقيمة الاعلام والفن في بناء مصر ومحاربة التطرف والإرهاب ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *