أخبار عاجلة

ابراهيم الصياد يكتب… مستقبل الإعلام التقليدى (2)

تناولنا فى الأسبوع قبل الماضى ثلاثة عوامل متداخلة اعلامية وسياسية واجتماعية ساهمت فى جذب اهتمام جمهور المتلقين نحو مواقع التواصل الاجتماعى أو دعونا نسميها الاعلام الاجتماعى وتراجعت إلى حد ما وسائل الاعلام التقليدية وهى الاذاعة والتليفزيون والصحافة الورقية وإذا كانت الفرصة مواتية امام الاعلام الاجتماعى فى المستقبل المنظور على الأقل، فإننا لا يمكن الجزم بأن الوسائط الأخرى سوف تختفى من حياتنا، بل نرى انها ستبقى فيما أعتقد لكنها ستحاول تطوير نفسها بما يتلاءم مع ثورة الذكاء الاصطناعى، فى محاولة لإعادة جذب المتلقى لها من جديد خاصة أن كثيرين خاصة كبار السن يميلون نحو الاعلام التقليدى، حيث إن شراء الجريدة اليومية ومتابعة التليفزيون فى جو اسرى ما زال سلوكا يتمسك به هؤلاء رغم أن الهاتف النقال اضحى منافسا شديدا للدفء العائلى ونرى كذلك أن الاستماع للراديو، خاصة موجات اف ام تستحوذ على اهتمام كثيرين من الجمهور الذين يقضون ساعات طويلة فى السيارة وليس لديهم من وسيلة اتصال غير الراديو!

غير اننا لابد أن نعترف أن فئة الشباب، هى الأكثر استخداما للإعلام الاجتماعى، ومن خلال اجهزة تعمل بالذكاء الاصطناعى، وفى اعتقادى أن وجود ضوابط قانونية ومهنية للإعلام التقليدى هو احد اسباب استمراريته، اما الاعلام الاجتماعى فليس لديه هذا النوع من الضوابط حتى الآن على الاقل ولهذا ربما يفسر لنا هذا لماذا يعد الاعلام الاجتماعى مرتعا لكل ما يخالف الاعراف والتقاليد وبيئة حاضنة للشائعات والاخبار الكاذبة وصور الابتذال؟

وقد حاول المنتدى المصرى للإعلام من خلال فاعلياته الثقافية أن يطرح قضية الاعلام الاجتماعى بين الواقع والمأمول فى آخر صالون له تحدث فيه المختصون ومن بينهم اساتذة إعلام وخبراء أ. د. حسن عماد أ. د. هويدا مصطفى وأ. د. نرمين خضر ومهتمون بالشأن الإعلامى واللواء طارق مهدى والإعلامى إسماعيل الششتاوى عن كيفية التطوير الإيجابى لمحتوى مواقع التواصل الاجتماعى بحيث يتم الحد من تأثيراتها السلبية على الوعى الجمعى الذى اصبح مستهدفا بصورة يومية لعملية تجريف وتسطيح ممنهجة.

فإذا نجحت الدول فى وضع آليات، تنظم استخدام مواقع التواصل الاجتماعى وتحدد المسئولية القانونية لمنصاته ومستخدميه لأمكن توجيه الاعلام الاجتماعى فى اتجاه ايجابى ونلاحظ أن الدول العربية هى الأكثر معاناة من انفلات «السوشيال ميديا» وأتصور أن هناك دولا مثل الصين نجحت فى توظيف الإعلام الاجتماعى لديها، لخدمة مصلحة مجتمعاتها وحَدت من آثاره السلبية.

 ويبقى القول، إن تطوير وسائل الاعلام التقليدية الحالية هو أفضل طريق، للحد من فوضى الاعلام الاجتماعى، ويتطلب هذا أن يكون الاعلام التقليدى لدية الاستعداد ليصبح ذكيا بالقدر الذى يحول دون أن يستأثر الاعلام الاجتماعى بإمكانات الذكاء الاصطناعى، فمثلا نلاحظ أن محطات تليفزيونية واذاعية ربطت ارسال برامجها بتطبيقات على الهواتف الذكية والاجهزة اللوحية والحاسوب المتنقل وقام كثير من الصحف بربط النسخة الورقية بموقعها على الانترنت وسواء الوسائط الصحفية أو الاعلامية، فإنها تعتمد الآن فى انتشارها على التفاعل الجماهيرى مع منتجاتها عبر وسائط الاعلام الاجتماعى خاصة «الفيس بوك» و«تويتر» و«انستجرام» ولا شك أن هذه الاجراءات، تصب فى مصلحة المتلقى «الذكى» الذى يبغى معرفة كل جديد فى تقنيات الاتصال، من خلال الاعلام الاجتماعى بوسائله المستحدثة والإعلام التقليدى بوسائله المطورة!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *