أخبار عاجلة

ايمان نعمه تكتب… سياسة تركية مترنحة لكن إلى أين ؟

لقد جعل إردوغان من تركيا أداة في يد الدول العظمى تستخدمها لتثبيت مصالحها في الشرق الأوسط وهذا ما نراه يحدث بوضوح على أرض الواقع ، فتارة هو حليف لأمريكا وتارة أخرى حليف لروسيا أو مفاوض مع الأوروبيين المهم عنده هو وضع قدميه في مكان آمن لكن سياسته هذه هي التي تقود تركيا إلى صراع مجهول ، صراع قد ينعكس في نهاية المطاف على مستقبل ومصير تركيا ذاتها وهذه المخاوف لا تخفى على البعض الأكثر حكمة في الداخل التركي والذي بدأ يرى بوضوح خطورة ما يمارسه إردوغان في سياسته الخارجية ويصفها بالمغامرة وهذا بالفعل هو الوصف الأكثر منطقية لما تعرضه الأحداث وتطوراتها . أما الدول العظمى فغايتها واضحة كمثل سياستها التي تمارسها على المنطقة بشكل غير مباشر وتنتهي بنشر قواتها العسكرية وتمركز مصالحها وسيطرتها على مناطق حيوية على البحر الأحمر والبحر المتوسط وعلى النفط والغاز ومصادر الطاقة الطبيعية التي هي الغاية الأساسية من هذا الصراع .
تركيا التي تدخل هذا الصراع كأداة تتقاذفها وتستخدمها الدول العظمى سوف تنتهي بالقضاء على نفسها إذا استمر إردوغان في ممارسة سياسة المصلحة الآنية دون النظر إلى أبعاد ومخاطر هذه السياسة ودون مشاركة القرار مع بقية الأحزاب السياسية في الداخل التركي والتفرد به وممارسة الديكتاتورية العثمانية المعهودة فالزمن يختلف عن الماضي البعيد والمعادلات والخطط تختلف ولن يعيد التاريخ نفسه هذه المرة ليجعل من تركيا إمبراطورية عثمانية مرة ثانية .
أما مصر الجمهورية العربية التي استطاعت أن تحمي نفسها من كل المؤامرات المحاكة ضدها من الداخل والخارج يتم محاصرتها بطرق مختلفة ومبتكرة في محاولة أخرى لإضعافها واختراقها واستخدام أراضيها وخيراتها فمرة تحاصر من بوابة الجوار في ليبيا ومرة تستهدف من سيناء المصرية ومرة أخرى تحاصر في مشروع بني خصيصا لهذه الغاية أطلقوا عليه إسم سد النهضة ! وتشارك عمليا كل من تركيا وإسرائيل في هذا الحصار وفي أدوار مختلفة ، المنتصر الوحيد منه هي الدول العظمى روسيا وأمريكا التي تتقاسم المنطقة وتوزع خيراتها ما بينها وتحاول من خلالها تثبيت قوتها في صراع عالمي تدخل فيه الصين وأوروبا أيضا .
النتيجة ، نحن نتابع تطورات الأحداث في المنطقة التي قد تتحول إلى صراع عسكري يتم فيه استخدام دول المنطقة وجيوشها فلا يكون كل من يدخله من هذه الدول رابحا أو منتصرا بل أداة تستخدم لمزيد من دخول وسيطرة دول عظمى على الشرق الأوسط .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *