أخبار عاجلة

د.حسن عماد يكتب… العلاقة الجدلية بين الإعلام والتعليم (٣-٣)

أصبح اكتساب المعلومات والمهارات والخبرات محورآ أساسيآ لتنظيم حياة الفرد والمجتمع، فالتعليم واكتساب المهارات ليس قاصرآ علي مرحلة عمرية معينة أو مكان بعينه، وبات التعليم مدي الحياة حقيقة واقعة وعقيدة أساسية، وهو ما يبرر أهمية التنسيق والتعاون الوثيق بين الإعلاميين والتربويين. فعلي الجانب الإعلامي أتاحت عملية الرقمنة الخاصة بالمعلومات الفرص لخلق إعلام متخصص للتعليم وظهور قنوات تلفزيونية اتسمت بالموضوعية والحرفية، وبأنها ذات طبيعة تربوية. وعلي الجانب التربوي ظهرت تكنولوجيات جديدة قادرة علي إضافة أدوات ووسائل تعليمية مثل الكمبيوتر والتابلت. عني ذلك أن التلفزيون يمكن أن يكون بديلآ أو مكملآ للمؤسسات التعليمية من خلال بث مضامين تصل للطلاب مباشرة، وهو ما يضيف عمقآ للبرامج الدراسية دون استبدال المنهج الدراسي به، وحينها سيكون هدفه إتاحة الفرص التي من شأنها المساعدة في التدريس والتدريب . تكمن المشكلة في غياب خطة استراتيجية واضحة المعالم للتنسيق والتعاون بين المؤسسات التعليمية والمؤسسات الإعلامية، كما يلاحظ عزوف مؤسسات المجتمع المدني عن المشاركة في تفعيل التعاون بين الإعلام والتعليم، وقلة البحوث والدراسات التربوية والإعلامية التي من شأنها أن تساعد علي تقويم الأوضاع والإنجازات في هذه القطاعات، ورصد المعوقات التي تحول دون بلوغ الأهداف المنشودة واستنباط الحلول الكفيلة بمعالجتها. وأخيرآ أهمية إشاعة التوعية بين الجماهير المستهدفة بأهمية أدوات الاتصال والإقناع وتقنياتها متعددة الوسائط في نقل المعلومات، وإنتاج المعرفة، وتوسيع صياغة البرمجيات، وتعميم استعمال وسائل الإعلام في ميادين التربية والتعليم، ونشر ثقافة البحث والابتكار والإبداع في كل ميادين المعرفة. لقد أثبتت التجارب العملية التي مر بها العالم في مواجهة تفشي وباء كورونا المستجد توافر الإمكانات المادية والبشرية والتقنية التي تتيح الشروع الفوري في تعميم أسلوب التعليم المدمج الذي يمزج بين نمط التعليم التقليدي في المدارس والجامعات، ونمط التعليم عن بعد الذي الذي يثري العملية التعليمية ويحد من مشكلة تكدس الفصول والقاعات الدراسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *