أخبار عاجلة

سعيد عبد العزيز يكتب… نمر أسود في الجنوب

لم يخطر في بالي أنني أقرر يوماً لزيارة الصعيد الجواني كما يطلقون عليه و خاصة بعد محافظات الصعيد الوسط بين الفيوم و أسيوط و ما بعد ذلك كان منذ زمن قريب يطلق علي تلك المحافظات نائية مثل سوهاج و ما بعدها من قري و نجوع و من ثم المحافظات المتتالية.
سأخص في مقالي هذا محافظة سوهاج التي و الحق يقال كشاهد عيان لم أصدق أنني في الصعيد بمفهومه لدي القاهريين منذ بداية الرحلة و عند مدخلها وجدت ما أثلج قلبي محافظة متحضرة شعبها علي درجة من الثقافة و الرقي و تجد شعارهم الترحيب بكل قادم لا يسألونك من أنت بل يسألون ماذا تريد حتي يستطيعو تقديم يد العون
كانت زيارتي كأمين عام للمفوضية الاوروبية العربية للاعمال الانسانية و الخيرية لتقديم جزء بسيط نستطيع من خلاله المساهمة و المشاركة في تنمية مجتمعنا الذي له جميلاً في أعناقنا جميعاً و حان وقت رد هذا الجميل فكان إختيارنا لتلك المحافظة و كانت عوامل الإختيار هي من يقود  المحافظة فلم نسأل مسئول عنه كي نقول أنه سيشهد له بل كان لازاماً علينا أن نسأل مواطني المحافظة فكان الإجماع أن هذا المحافظ يلهث خلفهم و ليس العكس للوصول الي ما يمليه عليه ضميره و ما تتطلبه وظيفته و الأمانة الملقاه علي عاتقه و هو اللواء طارق الفقي الذي أطلق عليه أبناء المحافظة شعلة النشاط و الرجل الهمام لمًا شاهدوه من سعيه الدؤوب للخلق واقع جديد يراه كل من يمر علي هذه المحافظة  .
لم أتخيل سرعة الإستجابة لطلب لقاء سيادته بعد ساعات من وصولي سوهاج وجدت اللقاء و الترحيب ووجدت إستعداداً للإستماع الي كل من يريد خدمة المجتمع و الحقيق الرجل تحدث قليلاً و أستمع كثيراً 
كثيراً من يجهلون النوايا يعتقدون أن كل إشادة بمسئول هو تطبيل و تهليل هؤلاء لا نقول لهم غير موتو بغيظكم هناك رجال شرفاء يخدمون وطن و لا ينتظرون حتي كلمات الثناء و لم أكن أعرف الرجل من قبل و لا نسعي لصورة أو مصلحة و نحن لسنا من أبناء الصعيد و لا نريد وساطة ما بل نريد دعماً لكل مجتهد و كل محب لهذا الوطن لقد وجدت محافظة فتية يقودها رجل حكيم له نظرة ثاقبة يعتمد علي تعدد المصادر يحتوي فريق عمل من خيرة شباب مصر و الملفت للنظر أن هؤلاء الشباب من نفس المحافظة و قراها و نجوعها و هذا يجعلنا نطمئن أن القائمين هم أقدر الناس علي معرفة إحتياجات المحافظة 
لقد وجت محافظة تنهض و تغير خريطة مصر من الجنوب و لن أكون مدعياً بمعرفتي بكل تفاصيل الحياة اليومية للمواطن في سوهاج لكن فقط خلال خمسة ايام لمست بمفردي ما كان و ما أصبح و ما سوف تصل إليه هذه المحافظة وقت قصير ستكون مركزاً إقتصادياً و ثقافياً تعطي لشمالها و جنوبها من المحافظات
وجدت إصراراً من المواطنين علي مساعدة هذا الرجل و الصبر معه و لما لا و هم يشاهدون كل يوم الجديد و الجديد و جدت ما هو أروع من كل هذا المساواة في عدل الترفيه من خلال كورنيش النيل الذي تم تطويره ليصبح ملتقي الأسر و تجمعهم في أمان و كأنني واحة يلتف حلولها النيل و الخضرة
الحديث عن سوهاج يطول و الحديث عما تحتاجه يحتاج الي مجموعات عمل من رجال العلم و الثقافة و أن لا نترك أهلنا في الصعيد للسعي وراء إعلام ضال من خوارج هذا العصر الذين يحولون كل إنجاز الي تدمير و يحولون كل عمل نافع إلي شرك بالله و الله قادر أن يعيدهم الي نحرهم
ملحوظة
مواطني سوهاج من أطيب ما رأيت في حياتي و لديهم الإستعداد لتغير مفاهيم خاطئة وصلت إليهم في وقت غاب الإعلام المصري الوطني عنهم و يحاول أن يعود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *