أخبار عاجلة

” كريستال عصفور ” تنتفض .. العمال ثائرون .. والإدارة : ندفع مرتباتكم من جيوبنا الشخصية

” أكتر شركة بتكسب وأكتر شركة بتظلم عمالها ” بهذه الكلمات بدأ معى أحد العمال ” ط . أ ” حديثه عن مظاهرات اليوم التى هزت شركة ” كريستال عصفور ” , والتى بدأت بسبب مشاكل قديمة بين الإدارة والعمال لم تُحل , حيث أكد لى العامل أن الشركة تسعى إلى تخفيض عدد العمال من 14 ألف عامل إلى 3000 عامل .
مظاهرات نشبت صباحاً فى مصنعى كريستال عصفور بمنطقة ” بهتيم ” حيث يوجد فيها مصنع ” عصفور 2 ” , ومنطقة ” عرابى ” والموجود فيها مصنع ” عصفور 1 ” , لم تكن هذه المظاهرات هى الأولى ونظنها لن تكون الأخيرة ان استمرت الأوضاع على ما هى عليه .
الرصاص هيموتنا ومحدش بيعالجنا
” حسام أبو الفتوح ” إحدى ضحايا مادة ” الرصاص ” , التى تستخدم فى جلى الكريستال ليصبح لونه لامعاً , حيث أثبتت التقارير الطبية أن نسبة الرصاص فى دمه تجاوزت 85% , ورغم ذلك فقد رفضت الإدارة علاجه وأرغمته على العمل , لكن جسده الضعيف لم يحتمل المرض والعمل فخر صريعا .
أحد العمال ” ع . ف ” أوضح أن نسبة الرصاص فى دمه أكثر من 25% , ومع ذلك فالإدارة ترفض علاجه , وأكبر مبلغ يتم صرفه كعلاج لأى عامل هو 12 جنيه !
أكبر نسبة إصابة بالغضروف
” س . إ ” عامل بالشركة منذ 13 عاماً , أصيب بانزلاق غضروفى واستئصال غضروفى للفقرات الرابعة والخامسة القطنية , وعرض على لجنة طبية مكونة من ” طبيب الصحة المهنية , صاحب العمل , العامل , ممثل التنظيم النقابى , مدير مكتب العمل ورئيس اللجنة الطبية ” , وأقرت اللجنة بالإجماع ضرورة توفير ” عمل خفيف ” للعامل نظراً لحالته الصحية المتأخرة , والتى تدهورت أثناء عمله بالشركة , إلا أن الإدارة رفضت تطبيق قرار اللجنة الطبية ووفرت له عملاً فى قسم ” الجلى ” وهو حسب أقوال العمال بالشركة ” قسم المغضوب عليهم ” وهو الأصعب على الإطلاق , أو كما قال البعض الأخر ” اللى بيحبوا يطفشوه بيودوه قسم الجلى عشان يزهق ويمشى ” .
” س . إ ” ليس الوحيد المصاب بالغضروف فى الشركة , يوجد كثيرين غيره يعيشوا معاناة يومية منهم من يتحمل من أجل ” لقمة العيش ” ومنهم من يمل ويفضل ترك العمل على العذاب الذى يراه يومياً فى الشركة .
اللى مش متثبت بيطردوه لما يكبر ف السن
تمثل العقود المؤقتة مشكلة لنسبة كبيرة من العمال , خاصة أن الكثير منهم أكد أنه يوقع على استقالة أثناء توقيعه على العقد , حتى تصبح مسألة فصلهم سهلة على الإدارة , وقد أوضح العمال أن موضوع الاستقالة هذا بدأت الإدارة فى تنفيذه منذ ما يقرب من 4 سنوات فقط , بالإضافة إلى تسريح العمال الذين تخطت أعمارهم الأربعون لانخفاض قدرتهم الإنتاجية بسبب عوامل السن ,وتعيين شباب فى العشرين من العمر لأن قدرته الإنتاجية ستكون أعلى .
فصل تعسفى ورفد تعسفى والسبب غالباً ” مرضى “
يعانى العمال فى الشركة من الفصل المفاجىء التعسفى بسبب وبدون سبب , وغالباً يكون السبب ” مرضى ” حسبما أكد لى العمال , أى أن العامل الذى يحتاج لعلاج ثمنه باهظ , أو تضطره ظروفه الصحية إلى الغياب المتكرر لعدم قدرته على العمل , يُفصل على الفور .
مرتباتنا مبتكفيش وعاوزين نتثبت وعاوزين مندوبين من الحكومة ييجوا يشوفوا احنا بنشتغل إزاى
” 650 , 850 , 988 , 1050 ” أرقام لا تمثل أهمية للكثيرين , لكنها عند عمال الشركة مهمة جداً , هذه الأرقام هى أرقام المبالغ التى يحصلون عليها شهرياً نظير عملهم ” ثمان ساعات بورديات ” متغيرة , صباحاً ومساءاً وليلاً ” , وهى مبالغ لا تكفيهم فى ظل الظروف الاقتصادية التى تعيشها البلاد , وقد أكد العمال أنه طالبوا بالزيادة أكثر من مرة لكن رد الإدارة كان يأتيهم فى كل مرة صادماً ” دا اللى عندى وأنا بقبضكم من جيبى ” .
أما التثبيت فهو المشكلة الأكبر , فدائماً العامل المطرود يعمل بعقد ” مؤقت ” , لا يشعر بالأمان وفى كل لحظة مهدد بالطرد إن زادت فاتورة علاجه , أو قل جهده فى العمل , واضطرته ظروفه الصحية إلى أن يعمل ” عمل خفيف ” .
طالب العمال أن تنظر لهم الحكومة ” نظرة رضا ” , أو كما قال أحد العمال ” احنا مصريين وعايشين ف البلد هى الحكومة مش شيفانا ليه ” , وأجمع العمال على ضرورة ترتيب زيارة سريعة من مندوبين من وزارة ” الصحة ” لتفقد الوضع الصحى للعمال ومقارنة أوضاعهم الصحية منذ بداية عملهم بالشركة إلى أن يغادروها لأى سبب , خاصة وأن الكشوف الطبية التى تجرى على العمال عند تقديمهم لطلب العمل لا تقبل إلا بالأشخاص كاملى الصحة , كما طلبوا زيارة مندوب من وزارة ” البيئة ” لتقييم الجو الذى يعمل فيه العمال , وتحسين الظروف البيئية المحيطة بهم لتقليل نسبة إصابتهم بالأمراض , وطلبوا أيضاً زيارة مندوب من وزارة ” القوى العاملة ” لمراجعة الأوضاع المادية للعمال بالشركة .
إلى هنا انتهت مطالب العمال , ولأن أى عمل صحفى فى بلاط صاحبة الجلالة , يقوم على ضرورة سماع كل الأطراف وعرض وجهات النظر بدون تحيز لطرف على آخر , فقد ذهبت إحدى محررات الجريدة للشركة وطلبت مقابلة أحد المسئولين , وبالفعل قابلها مدير أمن مصنع ” عصفور 2 ” , اللواء ” سعيد حجازى ” والذى أبدى ترحيباً بجميع الأسئلة , لكنه فضل انتظار مدير المصنع لكى يخبرنا بأخر التطورات , وبعد فترة جاء أحد أفراد الأمن يقول أن مدير المصنع موجود فى مصنع ” عصفور 1 ” , وعندما ذهبت المحررة لمصنع ” عصفور 1 ” , قال لها أفراد الأمن أن المدير مشغول الآن وفى اجتماع مع عمال الشركة فى محاولة منه للوصول إلى تسوية تنهى الخلافات بين الإدارة والعمال .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *