انها الشيخة سعاد ابنه اشمون منوفية حاملة القران وتحفظه عن ظهر قلب ، هذا بخلاف صوتها الرائع عند قرائه القران ، كان بعض الناس يستعينون بها لقرأه القران الكريم فى حفلات العقيقة وامام المقابر للقرأة على روح المتوفى
وكنا نشاهدها بصحبة احد الاشخاص ، الكثير منا لا يعلم ان كان احد ابنائها او احد اقاربها او اذا كان مساعدها ، وكانت تحمل ابتسامة ترتسم على وجهها ليل نهار ، تعودنا ان نشاهدهاكذلك منذ ان كنا فى عمر الطفولة
وتذهب الايام والشهور والسنين على هذا الحال ، وفجأة اختفت البسمة وذهب الصوت الجميل عند قرأءة القران واختفى ايضا اهتمام الناس بها ،
لا نعلم لماذا ؟
هل لتغيير مسار الحياة ؟
هل تغيرت الناس ولا يوجد احد الاهتمام بالغلابة والكهلة الذين بلغوا من العمر أرذله ؟
وبعد شهور طويلة فوجئنا بظهور الشيخة سعاد امام مزلقان القطار تستحسن وتستعطف الذاهب والاتى ، تتسول من اجل لقمة العيش ،
وكانت دائما تردد دعوات لا نعرف على من تدعى او لمن تدعى ، هل تدعى على من كان السبب فى جلوسها هكذا ام تتمنى لنفسها الموت حتى تستريح من مصيرها التى وصلت اليه الان ؟
ومع مضى الأيام فوجئنا مرة اخرى انها تقيم على رصيف شارع عبد المنعم رياض بمدينة أشمون وبالأخص امام مبنى مجلس المدينة ، أمام مرئ كل يمشى بهذا الشارع ، وامام المسئولينورجال الأعمال ، الذين بدورهم لم يكلفوا أنفسهم لبناء غرفة لها فى اى منطقة لحمايتها من حرارة الشمس وبرد الشتاء .
ولاحظنا أيضا انها تدخن السجائر !!
منذ متى ونحن نلاحظ تدخين النساء السجائر جهراً امام الناس ؟
منذ متى وحاملين القران الكريم ويقرأونه يوميا يدخنوا السجائر؟
وهنا التساؤل؟
هل تقوم بالتدخين من اليأس التى هى فيه وتغيير مسار الحياة التى تعودت عليه ؟
ام للانتحار للتخلص من الواقع الاليم الذى ظلمها كما ظلم الكثير من امثالها الذين تخلوا عنهم الناس عندما تجردوا من مشاعر الحب والاحترام ومساعدة المحتاجين
وللعجيب ان مبنى مجلس المدينة التى تجلس امامه يدخله رئيس المجلس يوميا والمحافظ فى بعض الاحيان ويشاهدونها !!!!!!
ولعجب العجاب انها تجلس على الرصيف ومكتوب ورائها ( شمس الحرية ) اى حرية هذه اى حريه بالتسول واستحسان الاخرين من اجل لقمة العيش ، اذا كانت هذه الحرية ، فيلعن ابوكى حرية .
ولا احد منهم ولا من رجال الأعمال ورجال الانتخابات الذين يصدعوننا يوميا بكلامهم العسل الملئ بالسم عن مساعدتهم للفقراء والمساكين ومحاربتهم للفقر
لم يكلف نفسه اى شخص من هؤلاء بناء غرفة او حتى كشك خشبى للشيخة سعاد ليحميها من اى ضرر يلحق بها سواء من تقلبات الجو او كلاب الشوارع او من نفسها ايضا حتى لا تقوم بفعل شيئ لتنهى به حياتها .
انه القضية هنا ليست الشيخة سعاد بالأخص ولكنها صورة مصغرة من أشخاص كثيرين مثلها على مستوى الجمهورية يعانون ما تعانيه وايضا لا ينظر لهم رجال الأعمال ورجال الانتخابات لمساعدتهم ليكونوا مثل باقى الناس .
اين منظمات حقوق الإنسان من هؤلاء الناس ، اين هذه المنظمات هل كرسوا حياتهم لكى يتدخلوا فى حياتنا فقط بدون استئذان هل كل انشغالهم الان بالحياة السياسية حتى يظهروا على شاشات التليفزيون وصدعوننا بكلامهم الذى مللنا منه
اين رجال الانتخابات الذين يملئون الشوارع باليفط الحاملة بالتهنئة بمناسبة كذا وكذا وكذا مع ان ثمن هذه اليفط من الممكن ان تكون سبب فى تغيير مسار متسول او انقاذ حياة انسان من الخطر
اين رجال الأعمال الذين دائما يقولوا أننا نساعد المحتاجين والمساكين ويفلقون دماغنا بكلامهم الذي لا يسم ولا يغنى من جوع
اين المسئولين الذين يقولون أننا نصرف شهريا إعانات بالجملة للفقراء ومقيدة بدفاتر التضامن الاجتماعي مئات الملايين تحت بند مساعدات إنسانية ، أين الإنسانية فى هذه الصور التى نشاهدها يوميا فى الشوارع والقطارات والمترو
وأخيرا أقول حسبى الله ونعم الوكيل فى كل شخص يدعى مساعدة الناس حتى يظهر للباقى انه رجل بر وتقوى وليس بنية خالصة لله، حسبى الله فى كل مسئول امتدت يده على أموالالغلابة ويدعى صرفها عليهم