لاشك ان ثمة تشويه ما حدث للصورة الذهنية لدى كثير من اطراف الجماعة الدولية عن مصر خلال السنوات الثلاث الماضية ويرجع ذلك الى أمرين رئيسين .
الاول … يتعلق بوصول معلومات غير صحيحة عن مصر الى الطرف الآخر تحتاج لتوضيح او تصحيح اما الامر الثاني … يتعلق بقصور وظيفي حدث لسبب او لاخر من قبل مؤسسات منوط بها ادارة علاقات مصر الدولية ومن مهامها التوجيه الدعائي بغرض تغيير صورة مصر في ذهنية دول العالم لاسيما في اوروبا والولايات المتحدة تحديدا .
ولابد ان يتم الأخذ في الاعتبار أن هناك عوامل ساهمت بدرجة كبيرة في تكريس صورة مصر السلبية من اهمها اطراف او دول ليس من مصلحتها استقرار الاوضاع في مصر خاصة بعد نجاح ثورة ال30 من يونيه .
ودعونا نتحدث بصراحة عندما قامت ثورة 25 يناير صنفت الاحداث في مصر على انها جزء مما وصفة العالم الغربي بثوارات الربيع العربي التي ساندها الغرب لانه فقد الثقة في قدرة انظمة الدول التي قامت فيها هذه الثورات في الحفاظ على مصالحة وفي الوقت نفسه تنامي مد ثوري غير محسوب الإتجاه مما كان من الضروري مواجهته وتحجيم دوره حتى لايؤثر بشكل محدد على وضع اسرائيل في المنطقة باعتبارها الحليف الاستراتيجي وراعي المصالح الغربية .
واستغلت الدول الغربية عدم وجود قيادة واضحة لثورة يناير في مصر وعملت على ابرام صفقة مع تيار الاسلام السياسي حيث انه كان الاقرب الى السلطة بعد نحو عام من قيام الثورة .
وتم في هذه الصفقة الاتفاق على ضمان وصول الاخوان سدة الحكم وفي الوقت نفسه يتعاونون مع القوى الاقليمية التي تمثل الحليف الرئيس لمصالح الدول الغربية مثل تركيا وقطر وعدم المساس بامن اسرائيل من خلال تأمين عدم حدوث اي اعمال عدائية من قبل حركة حماس الحليف الاهم لنظام الحكم في مصر من 30 يونية 2012 الى 30 يونيه 2013 .
ولعلنا نلاحظ انه لم تحدث اية مواجهات بين حماس واسرائيل في هذه الفترة وكان فيما يبدو ان هناك مخططا اخوانيا – حمساويا وستتكشف جوانبه مع الايام لسلب مصرية سيناء وتسكين الفلسطنيين فيها وفي الوقت نفسه تحدث بعضهم عن شق قناة بين طابا و رفح بديلا لقناة السويس في اطار الصفقة المشار اليها وكمانع استراتيجي طبيعي لحماية امن اسرائيل كل هذا تم دون اي اعتراض من حماس !!!.
وعندما سقط حكم الاخوان في 30 يونية 2013 تحولت في نظر الغرب ( الثورة ) الى ( انقلاب) و (الديموقراطية ) الى ( فاشية ٍ عسكرية ) وتم غض الطرف عن اي اعمال عنف او ارهاب ضد الدولة المصرية وساد نفس التفكير قبل ابرام الصفقة اي في الفترة السابقة لحكم الاخوان .
اذا كانت وزارة الخارجية معنية بادارة علاقاتنا مع الدول فان في كل سفارة مصرية بالخارج من المفترض وجود مكتب اعلامي مهمته التواصل والاتصال مع مجتمع الدولة الاجنبية وتقديم صورة حقيقية للاحداث في مصر وبيان رد فعل هذه الدولة ولكن القصور جاء نتيجة ان المكتب الاعلامي لا يتبع السفارة وكل منهما يتبع جهة مختلفة لان الاعلام الخارجي مهمة الهئية العامة للاستعلامات وليس مهمة الجهاز المكلف بادارة الديبلوماسية المصرية أليس هذا تناقضا آن الآوان لازالته ؟!.
واعتقد ان وصول معلومات غير صحيحة الى الآخر قد يكون امرا متعمدا في اطار حملة التشوية ومن ثم يصبح الجهازعلى المعني بالاعلام الخارجي سؤولية نقل المعلومات التي تزيل اي تشوية حادث لصورة مصر بالخارج .
كما يجب ان تتحمل روابط وجمعيات المصريين العاملين بالخارج جزءا كبيرا من مسؤولية تصحيح صورة الوطن .
وفي هذا الاطار لابد الاشادة بالدور الذي تؤدية وفود الديبلوماسية الشعبية التي تمثل فيها نخبة من المصريين لتسافر الى دول العالم لكي تخاطب شعوبها مباشرة وارى انه نجاح مهمة هذه الوفود مرتبط بتشجيع الدولة لها و الوقوف الى جانبها ماديا ومعنويا من اجل نجاح مهماتها بالخارج وهي بشكل اساسي جعل العالم ينظر الى مصر بعين مختلفة من اجل عودة السياحة والاستثمارات الاجنبية والمشروعات التي تخدم مستقبل الاقتصاد المصري .