نظرة تأمل :
بقلم / ابراهيم الصياد… رئيس قطاع الاخبار السابق ووكيل أول وزاره الإعلام
منذ قيام ثورة 25 يناير ارى الاحوال التي تمر بها مصر لا تعدوا الا ان تكون حالة مخاض متعسرة ستسفر عن استقرار الاوضاع في النهايه و تلك طبيعة الثورات الكبرى في التاريخ كانت تمر بعدة مراحل من بينها مرحلة عدم الاستقرار وتتوقف مدة هذه المرحلة على قدرة الشعوب على استيعاب المتغيرات الجذرية التي تحدث ومنطلقة الى ثوابت تحقق إنتقالا إيجابيا الى مرحلة الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي .
حدث ذلك في كل الثورات سواء الفرنسية او الامريكية ا والروسية وحتى المصرية منذ ثورتي القاهرة الاولى 1798 والثانية 1800 إبان الحملة الفرنسية على مصر مرورا ببقية الثورات في القرنين التاسع عشر والعشرين حتى ثورتي 1919 و1952 ولكن لكل ثورة اعداؤها وهم من قامت ضدهم ولااعتقد ان تأييدها يمكن ان يكون مائة بالمائة لان هذا يتعارض مع المنطق .
اذا حاولنا مناقشة الحالة المصرية الآن سواء بالنسبة لثورة سنة 11 او ثورة سنة 13 يمكننا القول إن القوى التي قامت الثورة ضدها لا تعترف بالواقع ومازالت تعيش احلام يقظة وكان الاولى بها ان تتجاوز المرحلة اذا كان استقرار مصر هو هدفها ولكن الامر عند هؤلاء مختلف . .
فقد وقعت القوى التي قامت الثورة من اجلها فريسة مؤثرات تشكيل الرآي جعلتها متحفزه ضيقة الصدر من السهل التأثير عليها بل دعونا نقول انها قد كفرت بالثورة نتيجة حالة الاحباط وعملية الشحن المستمرة من كل اتجاه .
على سبيل المثال اصبحت تسمع من مواطن بسيط عبارة ( ان ايام مبارك افضل من ايامنا ) وهذا امر طبيعي لان ما يحدث اليوم من انفلات امني واخلاقي وعدم استقرار سياسي وتدهور اقتصادي يقود الى هذا الاعتقاد .
وقد جعل هذا الوضع ممن ينتمون لنظام الرئيس الاسبق و ترتبط مصالحهم وافكارهم بهذا النظام يبتهجون عندما سماع العبارة المذكورة التي قد يقولها مواطن بسيط من وطأة معاناته اليومية من سلسة الأزمات المحبطة من ازمة مرور تلغي عامل الوقت من حياته وازمة قلق على قوته وقوت اولاده مع غلاء فاحش عجزت كل الحكومات عن تحجيمه وبالطبع قلة ذات اليد زادت من نقمة المواطن البسيط على الاوضاع الحالية .
واعتقد ان ما يهم المواطن البسيط ليس حكم مبارك او غيره ولكن ما يهمه بالدرجة الاولى ان يشعر بالامن والامان في وطنه ولكن كيف ؟ .
ليس غريبا ان نجد في لحظة ما خلطة مشبوهه غير مفهومة من التحالفات بين اتباع النظام الاسبق مع اتباع النظام السابق وبعض القوى الثورية التي فقدت ( بضم الفاء ) نتيجة اتخاذ قرارات من قبل الحكومة في الوقت الخطأ ومن بينها قانون التظاهر رغم انه حتمي ومطلوب الا ان قانون مكافحة الارهاب كان له الاولوية في هذا التوقيت !.
اعتقد ان خلطة التحالفات تلك تعكس مصلحة مشتركة للمترقبين والمتربصين لانهيار الدولة المصرية في الداخل والخارج على امل الإجهاز على ماتبقى منها – لاقدر الله – .
والسؤال الطبيعي لاي متابع ماهو الحل ؟ ؟
ارى ان الاسراع في البناء الديموقراطي امر ضروري في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها الوطن وصدور الدستور خطوة ايجابية وهو دستور رغم انه دائم الا انه بطبيعته انتقالي ويمهد الطريق لاستقرار سياسي وتشريعي للبلاد لهذا يجب النظر اليه نظرة شاملة كليه دون الوقوع في شرك التفاصيل حيث يكمن الشيطان .
وتأتي الخطوة التالية بعد الاستفتاء على الدستور وهي اجراء الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية تسترد مصر معها عافيتها في ظل القانون محصنة بقضاء عادل ومحمية بجيش وشرطة ولاؤهما للشعب اولا واخيرا .