رحيل مانديلا في الصحافة الغربية : العالم ينعي أحد عظمائه ووفاته خسارة لا تقل عن فقدان كينيدي والأميرة ديانا

سلطت الصحف الغربية اهتماماتها اليوم الجمعة على رحيل الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا ، فاتجه البعض منها لمتابعة ردود فعل المجتمع الدولي عن فقدان رمز مناهضة التمييز العنصري في أفريقيا ، بينما اتجه البعض الآخر للحديث عن رحلة كفاح مانديلا وانجازاته على المستويين السياسي والإنساني ، في حين تحدثت بعض الصحف عن مستقبل جنوب أفريقيا بعد وفاة أبرز رموزها.

تحت عنوان “وفاة مانديلا تثير أحزان العالم” ، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن الحزن لرحيل مانديلا بدأ من جنوب أفريقيا قبل أن ينتشر في جميع أرجاء العالم ، مرورا بالولايات المتحدة الأمريكية والعائلة الملكية في بريطانيا ، وزعماء ورؤساء حكومات دول العالم ، وصولا للشعوب المختلفة.

ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ قوله “إن العالم فقد أحد عظمائه” ، مضيفا أن وفاة مانديلا تمثل خسارة للهند كما هي خسارة لجنوب أفريقيا ، كما نقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قوله “إن العالم فقد نورا عظيما” ، بينما نعى الأمير ويليام دوق كمبريدج مانديلا ، واصفا إياه بالرجل الملهم والإستثنائي.

أما الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر فقال “إن عشق مانديلا للحرية والعدل منح الأمل للأجيال المقهورة في مختلف دول العالم” ، أما بطل الملاكمة الشهير محمد علي كلاي فقال “تعلمنا من مانديلا التسامح على نطاق واسع” ، مضيفا أن مانديلا ولد بروح حرة ترفض الاستعباد.

أما صحيفة الجارديان البريطانية ، فقالت إن خسارة مانديلا بالنسبة لجنوب أفريقيا والعالم لا تقل في حجمها عن خسارة الأمريكيين لرئيسهم الأسبق جون كينيدي ، والبريطانيين لأميرة ويلز الراحلة ديانا ، مضيفة أن وفاة مانديلا هزت أرجاء جنوب أفريقيا بعنف ، وأثارت مشاعر الحزن الشديد في قلوب سكانها صغيرهم قبل كبيرهم.

وأوضحت الصحيفة أن وفاة مانديلا تمثل أكثر المواقف التي سيعاني منها الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما خلال فترة رئاسته للبلاد ، حيث سيتوجب على زوما خلال الساعات والأيام الأولى التالية لرحيل مانديلا أن يتحدث بنبرة الحزن التي تتناسب مع حجم الحدث من جهة وتتماشى مع الحالة النفسية والمزاجية العامة للشعب الجنوب أفريقي في هذه الفترة ، تماما كما فعل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير عند وفاة الأميرة ديانا التي كان يلقبها البريطانيون بأميرة الشعب أو أميرة القلوب.

وذكرت الصحيفة أن وفاة مانديلا وضعت على عاتق زوما عبء تبديد مخاوف الشعب الجنوب أفريقي بشأن خفوت مشروع “قوس قزح” الذي أسسه مانديلا ، والقائم في الأساس على فكرة أن يكون الشعب الجنوب أفريقي متحد ومتناغم رغم اختلاف ألوانه ، ما قد يؤدي إلى تصاعد العنف الطائفي مجددا في البلاد ومن ثم تعرضها للاضطراب السياسي.

أما مجلة دير شبيجل الألمانية فوصفت مانديلا ببطل الحرية ، قائلة إن العالم بوفاته فقد أحد أعظم الزعماء في القرن العشرين ، وأضافت أن مانديلا حارب القهر والقمع حتى أنه قضى عقودا من عمره في المعتقل لخوضه معركة ضد التمييز العنصري ، كما نقلت عن قرينته جراسا ماشيل قولها إن بريق مانديلا بدأ في الخفوت عندما داهمه المرض بشدة قبل نحو عام ، وخلال هذه الفترة حارب مانديلا المرض إلى تلك اللحظة مساء الخميس التي أعلن فيها الرئيس جاكوب زوما بأن جنوب أفريقيا فقدت أعظم أبنائها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *