سيدي أنت الآن الراعي وسيسألك الحكم العدل وملك الملوك عن رعيتك وامانتك هل كنت الراعي الصالح لها ام ضيعتها ستحاسب وحدك فلا أحزاب ولا جماعات ” لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه “.
سيدي نريدك ” زعيما بحق ” والزعامه لا تأتي الا بأفعال الزعيم وقد وهبك الله نعمه قلما تأتي لغيرك فلقد تحملت المسئوليه بعد عقود من الفساد والاستبداد عقودا سلبت الامة فيها كل شيء واهم ما سلب هو ارادة الامه ووعيها فقد كان سلاطين الامه وحكامها دما تتحرك وفق الريموت ” الصهيو امريكي ” الذي تعامل معهم بمنطق ” نحفظ لك الكرسي ما دمت خانعا خاضعا مطيعا “. فقاوم حتي تخرج عن سيطرة ذلك الريموت المهلك واعلم ان المسرح السياسي العربي بأكمله ما زال تحت سيطرة هذا الريموت ولا تنخدع بما يسمي ” ثورات الربيع العربي ” وتأمل جيدا ستجدها مشهدا من مشاهد معده سلفا ضمن سيناريو محكم لاعادة ترسيم ” شرق اوسط جديد ” حسب الاستراتيجيه الصهيو امريكيه تحت شعارهم المعلن ” الفوضي الخلاقه “.
سيدي اعلم ان كاهلك مثقل باحمال وأثقال لاقبل لبشر بها فحولك وطن يئن بالصراعات والازمات والمؤامرات. واعلم ان أذرعك التي تستطيع السيطره والقياده من خلالها ليست مكتمله وان مؤسسات الدوله العميقه والمتجذرة الفساد مازالت تقاوم حركتك. واعلم ان الحزب والجماعه صاحبة الفضل في وصولك هي الاخري تقيد تلك الحركه. والاهم من ذلك اعلم ان خلف اسوار القصر واستاره كواليس وضغوطات دوليه اخطر الف مره من المشهد الداخلي, ولكن الاهم اني اعلم سيدي ان كل ما ذكرته هو صنيعة ذلك المخطط فلا اعجب حين اسمع مثلا ان الامريكان ساهموا في صعود التيار الاسلامي ووصوله للحكم فأنا شخصيا لدي يقين في ذلك لكني علي يقين ايضا انهم لم يفعلوا ذلك حبا للتيار الاسلامي لكنها حلقه من حلقات المشهد فمصر ليست كالعراق وليست كباقي دول الربيع العربي فلا قبليه ولا عرقيه ولا مذهبيه ولا طائفيه ولذلك كان لابد من صنع هذه المفردات الغريبه علي المجتمع المصري والمسرح تم تهيئه منذ عقود ليكون مستقبلا جيدا عن طريق الغزو الثقافي الغربي وتغييب وعي اجيال وصعود التيار الاسلامي هنا هو السبيل الامثل عن طريق استغلال الصوره الذهنيه التي ربطت بين الاسلام والتطرف والعنف حتي في اذهان تلك الاجيال ثم تغذية المشهد عن طريق ابواق الاثاره والفتنه الاعلاميه وتقسيم المسرح الي فريقين فريق يري ان الوطن يغتصب ولابد من تحريره وفريق يري ان هذا وقت النفره والجهاد من اجل اعلاء كلمة الحق والانتصار للدين ناهيك عن من يقفون بين الفريقين لاشعال الفتنه والمتاجره بدماء من يسقط من الفريقين واللعب علي اوتار الاحباط واليأس التي اصابت بالفعل الكتله الصامته المستكينه والمغلوبه علي امرها والتي هي الهدف الرئيسي للمخطط لان غضبتها ستكون بلا ضابط او رابط وخارج السيطره. فالحذر كل الحذر لان ساعتها لا قدر الله سيهدم المعبد علي من فيه.
سيدي هذا توصيف لكن الحل واحباط ذلك المخطط الجهنمي ممكن لكنه يحتاج لارادة زعيم.
واول خطوه علي الطريق بل واهم خطوه هي ان تنسلخ من عباءة الحزب والجماعه اذا كان الثأر والانتقام اهم عندهم من الوطن نعم لقد عانوا من الظلم والاستبداد الكثير وكانوا اسري في سجون ومعتقلات وطنهم ولكن انت الان تتحمل مسئولية وطن.
فلتمحوا سيدي المصطلحات التي تكرس للتقسيم والصراع واهمها مصطلح ” فلول ” لاننا جميعا بمنطق هذا المصطلح فلول واعلم اننا جميعا تعاملنا مع هذا النظام اما مخيرين او مجبرين وان هناك من انتسب لهذا الحزب مضطرا لخدمة اهله وابناء دائرته واستغلت دائرة الفساد المتحكمه عصبيته وشعبيته وبينهم يا سيدي شرفاء كثر وخبرات كانت تحتم الحنكه السياسيه الاستعانه بهم بدلا من استعدائهم بقانون ” العزل السياسي ” الذي ساهم في اشعال الفتنه واراقة الدماء.
سيدي مازالت هناك الفرصه لاستعادة ولاء وانتماء هؤلاء لوطنهم عن طريق المصالحه الوطنيه ودمجهم في الحياه السياسيه ساعتها هم من سيساعدونك في تضييق الخناق علي رموذ دائرة فساد النظام السابق فتكون المحاسبه واسترداد الاموال والاهم ان المتأمرين والمتعاملين والطامعين سيصبحون بلا سند حقيقي في الشارع وسينكشف الغطاء عن عوراتهم.
سيدي نريدك حاكما عادلا وزعيما. وختاما اذكرك بقول الحق ” إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا “
صدق الله العظيم