” رب ضارة نافعة “

لحظة تأمل :

كل يوم يمر تتأكد خيوط المؤامرة على مصر وللاسف ان اطرافا اقليمية توجه لها اصابع الاتهام فمما لاشك فيه ان الكثيرين يزعجهم ان تكون مصر مستقره ورائده بالمنطقة ويلعبون اليوم الدور نفسه الذي تؤديه اسرائيل في العالم العربي ولم يعد خافيا على احد موقف قطر وتركيا والغريب موقف دوله مثل السودان العلاقة معها ليست فقط تاريخية بل هي علاقة حياه مستمده من النيل ومن غير المفهوم موقف الرئيس السوداني عمر البشير حيث اعلن الاسبوع الماضي لأول مرة صراحة عن تأييد بلاده لقيام سد النهضة الذي يجري بناؤه حالياً في أثيوبيا، قائلا إن ذلك ليس موقفاً سياسياً ولكنه موقف ينبع من قناعة الخرطوم بفائدة السد لدول الإقليم
وطالما ان هذا السد سيجلب منافع لدول الاقليم كما يقول البشير ارى انه كان من الاولى به التشاور مع مصر الشريك الرئيسي لاثيوبيا والسودان في هذا الاقليم قبل ان يطلق تصريحه الحنجوري عموما دعونا نقدم لرئيس السودان الشقيق بعض الحقائق العلميه من قبل متخصصين .
فقد جمعني لقاء بعدد من الشخصيات العامة ومن بينهم عالم الجيولوجيا المصري الدكتور حافظ شمس الدين وتطرق الحديث الى سد النهضه الاثيوبي حيث اوضح عالمنا الكبير ان هناك خطرا داهما يتمثل في ان منطقة البحر الاحمر بما فيها السودان تقع ضمن حزام الزلازل والسؤال ما علاقة هذا بسد اثيوبيا ؟
كانت المفاجأة ان سعة السد من المياه مقررا لها 14 مليار متر مكعب و ان الهدف الذي اعلنته الحكومة الاثيوبية من بناء السد هو توليد الكهرباء رغم ان الاحتياج الفعلي لا يتعدى 5 مليار متر مكعب فقط لتوليد الطافة الكهربية ولكن في تغير لسبب مجهول قررت اديس ابابا ان ترفع السعة التخزينية للسد الى 74 مليار متر مكعب وهو أمر في منتهى الخطورة لان سيولد ضغطا شديدا على باطن الارض في موقع السد الواقع على بعد 40 كيلومترا من الحدود السودانيه وهي في مستوى اعلى من الاراضي السودانية والمصرية ما سيؤدي تفريغ ضغط عمود المياه المتولد في منطقة السد من خلال زلازل قوية تضرب المناطق الواقعة في الحزام الزلزالي وفي مقدمتها السودان وقد تمتد الى مصر بما يؤثر منطقتي الصعيد والدلتا لكن المؤكد غرق السودان فهل هذا الخطر قد غاب عن ذهن المشير عمر البشير ؟! علما ان اي فيضان كارثي لا قدر الله يمكن نجاة مصر منه عن طريق مفيض توشكى الذي يمكن ان يستوعب اي كميه من المياه تأتي خلف السد العالي .
لكن السؤال الذي يعنينا لماذا قرروا زيادة سعة سد النهضه او الالفيه ؟
لاشك ان غياب الدور المصري في افريقيا لاسيما دول حوض نهر النيل اكثر من عشرين عاما اتاح الفرصة للاخرين التسلل الى افريقيا وفي مقدمتهم اسرائيل وليس غريبا ايضا ان تكون دولة قطر احدى الدول التي ساهمت في بناء سد النهضه الاثيوبي وهذا يفسر لنا من وراء قرار زيادة سعة تخزينه من 14 مليار الى 74 مليار متر مكعب .
من هنا مطلوب من الديبلوماسية المصريه التحرك في كل اتجاه في افريقيا لاستعادة الدور المصري الغائب وكان دورا رياديا منذ انشاء منظمة الوحدة الافريقية عام ثلاثة وستين وقد احسن وزير الخارجية نبيل فهمي صنعا حين عين نائبا له للشؤون الافريقية ولكن هذه الخطوة لاتكفي حيث ننتظر تواصلا مع الشعوب الافريقية ذاتها من خلال زيارات وفود مايسمى الديبلوماسية الشعبية الى العواصم الافريقية خاصة دول حوض النيل وفي مقدمتها اثيوبيا وتفعيل دور السفارات والبعثات المصرية في افريقيا واذا كان التواصل الاعلامي موجودا من خلال تدريب الاعلاميين الافارقة في مصر فانه ينتظر ايضا من المكاتب الاعلامية بالسفارات بالخارج خاصة في افريقيا دور نشيط ايضا يحقق الغرض منها وليست سوى مجرد مكاتب ادارية لا علاقة لها بالاعلام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *