كلنا يعلم لماذا قامت الثورة؟ لأسباب عدة، وبطبيعة تخصصى كباحث فى علم الاقتصاد، ألقى الضوء على الشق الذى يقع فى دائرة اهتمامى “العيش والعدالة الاجتماعية”
الأمر الذى كنت أريد أن أراه من أول يوم بعد الثورة على أرض الواقع ينفذ من خلال الحكومات المتعاقبة والذى يبدأ بكيفية رسم السياسة المالية للدولة الثائرة، والتى تهدف فى المقام الأول إلى إعادة توزيع الدخل القومى فى مصلحة الفقراء، والتى كان يجب أن تتحصل نتائجها فى ضرورة تحقيق هدف واحد تسعى إليه سياسات الدولة من خلال الإنفاق العام والسياسات الضريبية بحيث لا تلغى واحدة منهما الأخرى، ويظل الهدف المنشود هو العيش والعدالة الاجتماعية لجموع الشعب المصري .
إلا أن حقيقة الأمر فى الثلاث سنوات الماضية اللاحقة لثورة يناير اقتصرت مساعى الدولة على الشق الضربى بهدف رفع الحصيلة النقدية للخزائن فى ظل ظروف تدنى مستوى الأداء الاقتصادى وانخفاض معدلات النمو فى حين كان من الأجدر أن توجه الدولة الانتباه إلى سياسة الانفاق العام للدولة لتحقيق الأهداف الاجتماعية المرجوة من الثورة .