نظرة تأمل :
مصر والرئيس القادم !!
يدور جدل في الشارع السياسي المصري حاليا ماذا بعد الدستور ؟ هل ستجرى الإنتخابات الرئاسية أم الإنتخابات التشريعية أولا ؟ .
اذا أجرينا الإنتخابات التشريعية أولا أليس هذا تكرارا للتجربة السابقة التي أتت ببرلمان ضعيف غير قادر على التعامل مع المرحلة الصعبة التي كانت تمر بها مصر انذاك وكان اداؤه لا يليق بكونه اول برلمان بعد ثورة 25 يناير واسفرت المرحلة عن تولي رئيس قال كثيرون انه رئيس بالصدفة لانه كان الاحتياطي لمرشح جماعة الاخوان المسلمين الذي منعته قيود قانونية من استمراره في خوض الانتخابات الرئاسية فاستبدل بالمرشح الاحتياطي الذي قادته الاقدار لكي يصبح اول رئيس مصري منتخب بعد الثورة بفارق اصوات قليلة عن اما البرلمان تم حله بعد اشهر قليلة بحكم قضائي !!
ولذلك فكر كثيرون في البديل الثاني وهو اجراء الانتخابات الرئاسية اولا تتلوها الانتخابات التشريعية لتجنب مساوئ التجربة السابقة ومنع حدوث اي فراغ سياسي في الفترة التالية لانتخاب البرلمان لان الرئيس المؤقت من المفترض ان سلطاته سوف تتقلص بمجرد انعقاد البرلمان ويصبح دوره شبه منتهيا .
حاول فريق آخر البحث عن حل وسط وهو اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية معا بعبارة أخرى ان يقوم الناخب بإختيار اعضاء البرلمان ورئيس الجمهورية في وقت واحد وهو امر من الناحية النظرية قد يكون مقبولا غير انه من الناحية العملية فيه قدر كبير من الصعوبة على الناخب لانه يجب الاختيار بين بدائل مختلفة من اوراق عديدة خاصة اذا جمع النظام الانتخابي بين القائمة والفردي وهو نظام لم يتم حسمه حتى الآن ونحن على بعد شهرين او اقل من الانتخابات القادمة اضف الى ما تقدم ان الجهة التنفيذية المنظمة للانتخابات ستجد صعوبة على الارض وستحتاج الى دعم اداري ولوجيستي مضاعف مثل اعداد الصناديق واستيعاب اللجان لممثلي عدد كبير من المرشحين .
في تصوري أن الحسنة الوحيدة لنظام جمع الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية في توقيت واحد هي إزالة أعباء اقتصادية من على عاتق الحكومة لان أي انتخابات عامة تكلف خزينة الدولة اعباء مالية ضخمة .
ومع ذلك أعتقد اننا نقرر مستقبل وطن لسنوات قادمة ومن حقنا عدم المجازفة بتجارب جديدة فاشلة وما يعنينا هنا سؤال يراود كل مصري من هو رئيس مصر القادم ؟
كما قلت كفانا تجارب فاشلة و لابد من أن يتفق المصريون على رئيسهم القادم ولايهم أن يكون سياسيا او ذا خلفية عسكرية لكن المهم أن يتمتع بشعبية كبيرة تؤهله لهذا المنصب الرفيع رئيس جمهورية مصر العربية و دعونا نتحدث بصراحة اكثر من هم الذين على الساحة الآن ولديهم مؤهلات الرئاسة او الزعامة اذا جاز التعبير من جهة الساسة سنجد أن الاحزاب والقوى السياسية لم تفرز حتى الآن اي شخصية قادرة على تحمل تبعات المستقبل حتى الذين خاضوا انتخابات الرئاسة السابقة ولم يقدر لهم الفوز بمن فيهم الذين وصلوا الى نهاية السباق واتصور انهم قد وضحت قدراتهم واضحت سيرتهم الذاتية ماثلة امام الجماهير .
لوتتبعنا الأسماء المطروحة من ذوي الخلفية العسكرية لا اجد غير الفريق اول عبد الفتاح السيسي الذي يحظى بمحبة الأغلبية الساحقة من المصريين المنتمين لهذا الوطن لكن الحب احيانا لايكفي ان الرجل يحتاج الى الدعم السياسي لانه اذا ترشح للرئاسة سيتم ذلك وفقا للدستور الجديد ومن ثم علية ان يخلع بدلته العسكرية فورا لاننا سنصبح امام دولة مدنية واذا رفض السيسي ان يترشح فان المعادلة السياسية ستحتاج الى اعادة نظر من جديد لان البدائل مختلف عليها .
على كل الاحوال مصر مازالت في انتظار رئيسها الجديد ويجب ان يسمى في اقرب وقت قبل الانتخابات لان البديل هو اجراء الانتخابات التشريعية اولا ثم الدخول في لعبة الكراسي الموسيقية والفائز في اللعبة هو الرئيس!!