نظرة تأمل :
كان عام 2013 ملئيا بالأحداث الجسام واللحظات العصيبه وقد اختبرت خلاله ارادة المصريين أكثر من مرة في مواجهة قوى القهر والارهاب واذا توقفنا أمام ماحدث في هذا العام فاننا سوف نأخذ منه دروسا مستفادة لن تزيدنا الإ اصرارا على مواجهة التحديات المتوقعة في عام 2014 فهو عام ليس سهلا به الكثير من الاستحقاقات التي ستؤثر على مستقبل الوطن لسنوات قادمة بالإضافة الى استمرار التحديات وفي مقدمتها التصدي للقوى الظلامية في الداخل ومؤامرة حلفاء الشر بالخارج الأمر الذي يجعل من عام 2014 عاما فارقا .
وقد تعودنا مع مطلع كل عام ان نتحدث عن الأماني لكن ارى كسر هذه القاعدة اليوم كي نتحدث عن التحديات الداخلية والخارجية في عام 2014 الامر الذي يتطلب منا مزيدا من اليقظة لان باختصار هناك اطرافا لاتريد الخير لمصر ولا للمصريين وللآسف من بينها البعض ممن يحسبون على مصر !!.
وقبل ان يسدل العام 2013 المنقضي استاره سالت دماء الابرياء من ضحايا الغدر والارهاب ولكن نتيجة الإصرار الشعبي قررت الحكومة إعتبار تنظيم الإخوان منظمة ارهابية ولا شك انها خطوة إيجابية على الطريق الصحيح في مواجهة الإرهاب تؤكد أن الأيادي المرتعشة والقرارات المتردده لامكان لها اذا اردنا مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه المصريين وقد جاء هذا القرار متأخرا كثيرا وعند تطبيقة لم يكن هناك تمييز بين ا لخبيث والطيب حتى لايؤخذ الصالح بجريرة الطالح واقصد هنا ما تعرض له عدد من الجمعيات الاهلية والمبادرات المجتمعية عقب القرار وليس كل من يرفع شعارا دينيا يجب عقابه نعم هناك بعض منظمات المجتمع المدني مرتبطه بشكل او بأخر بتنظيم الاخوان ولابد من تفويض من يدير هذه الكيانات لا هدمها لكن الكثير منها لاعلاقة له من قريب او بعيد بهذا التنظيم من هنا لا يقتصر دور الحكومة على اصدار القرار فقط ولكن من المهم متابعة كيفية وآلية تطبيق القرار .
ويواجه الشعب المصري تحديات خارجية لاتقل خطورة عن التحديات الداخلية ان لم تكن اخطر حيث يستقوي عملاء الداخل بالخارج ويجمع خط بين تل ابيب وانقرة والدوحة يهمه إضعاف مصر إقليميا لان مصر عربيا واسلاميا تحد من الأطماع الإقليمية لكل من اسرائيل وتركيا وقطر وان كان كل منها تتأمر من منطلق هدف خاص بها .
ترى اسرائيل ان قوة مصر سياسيا واقتصاديا يمكن ان تصدر اعباء المشكلة الفلسطينية الى الداخل الاسرائيلي والعكس إن ضعف مصر الى حد تقسيمها لا قدر الله مع الانشغال الدائم بهموم الداخل يمكن ان يزيد من فرص توطين لاجئين فلسطنيين في شبه جزيرة سيناء وهو ما يتسق مع ما تريده اسرائيل بينما ترى تركيا ان قوة مصر تمنع الاتراك من تحقيق أطماعهم المرتبطة بإحياء فكر الهيمنة للدولة العثمانية بالمنطقة وطبيعي هنا ان تحتضن تركيا ما يسمى تنظيم الإخوان الدولي .
أما دويلة قطر القابعة في الخليج التي تحركها قناة فضائية موتورة وتصور لها احلاما اقليمية فاشله فهي تطمع في القيام بادوار اقليمية كلما فشلت فيها كلما يزيد الحقد على مصر ومن الطبيعي ان تكون الدوحة مآوى الهاربين والمطلوبين ومروجي افكار الإرهاب وحتى تكتمل الصورة تدعم واشنطن هذا الحلف الاسود لاسباب ليست خافية على أحد من بينها تنفيذ مشروعها الإستعماري المعروف بالشرق الاوسط الجديد وفي الوقت نفسه هناك تنسيق بين الولايات المتحدة و تنظيم القاعدة عدوها اللدود من خلال صفقة مشبوهة بينهما تعطي حرية حركة القاعدة بالمنطقة مقابل حماية المصالح الامريكية !!.