يجب ان يعي الشعب المصري جيدا ان الاستفتاء علي الدستور ليس نهاية المطاف بل هو بداية الطواف. بداية السعي لبناء مصر الدولة الحديثة, المنفتحة علي العالم, الموحدة الهوية,
حاضنة الاديان السماوية, ذات القومية العربية الخالصة, هذا ما ننشده جميعا.الا ان أحداث الحراك السياسي عندنا فيما بعد 30 يونيو 2013 و بعد الاستفتاء علي الدستور 2014, من جمود حزبي وعدم انتشار علي أرض الواقع بالقدر المطلوب وعدم التوسع في التوعية والتثقيف من جانب النخبة وقادة الرأي العام لمحتوي الدستور الجديد واهميته هو والانتخابات البرلمانية القادمة والرئاسية أيضا. إلي جانب البعد عن المشهد المجتمعي والاكتفاء بالصراع علي السلطة, كل ذلك ينذر بعواقب غير مبشرة بالخير فيما هو قادم علي كل المستويات. وما لم تتوقف تلك النخبة السياسية عن صراع النفس وصراع الغير من أجل مكاسب شخصية وليس مكاسب وطنية, وعن التطير باعتباره مذهبا من المذاهب يطبقه أصحابه بطريقة مضطردة, بمعني أن هذا العالم شر, وانه صائر لا محالة إلي أشر مما نحن فيه. وبهذا الاعتبار نراه مذهبا فاسدا لا يؤكد الطبع موجبه, بل لا مصلحة منه لأحد في مصر الآن (الا لمجموعة بعينها لاتريد لمصر الخلاص)علي الاخص ونحن بصدد استكمال خارطة الطريق و بناء مستقبل الاجيال القادمة, ذلك لان هذا المذهب لا يهدم فقط كل سعادة من السعادات الشخصية أو العامة التي قد تحققت بثورة يناير 2011 ويونيو 2013 وسوف تستكمل بالدستور وما يليه من تطور مؤسسي منطقي,بل ويسمم مذهب التطير هذا الأمل الصحيح في مستقبل الامة كلها,الذي هو أصل حب العيش علي أرض أوطاننا, أصل للعمل في الحياة.