كتب… اكرم سريوي – رئيس تحرير “الثائر” اللبنانية
انقطع النفس وتوقف القلب عن الخفقان.
الرجل العصامي، القدوة والمُحب المخلص الأمين، الصادق الوفي الشجاع، صاحب كلمة الحق والرأي السديد، الحقوقي البارع ورجل العلم والثقافة والأيادي البيضاء والكف السمح ، سَمَت بك الخصال وتسامت، حتى أصبحت مِثال النقاء والصفاء وجمال الحضور واللقاء.
توليت عملك في القضاء، فكنت خير معين وسند للحق والمظلومين، وعندما أصبحت رئيساً لمكتب مجلس الجنوب في حاصبيا ووادي التيم، كنت نصير الفقراء في هذه المنطقة العزيزة على قلبك، التي أحببت أهلها وهم بادلوك كل الحب والوفاء، جائوا في يومك من كل قرية ومنزل ، ورغم مخاطر الوباء ، جائوا يقولون لك وداعاً يا ابا رامي ، يذرفون الدمع ، يستذكرون أفضالك وطيب مآثرك وأعمالك الحسنة ، ويقولون لك لن ننسى طيب جهدك الصالح .
ليت لي قلباً كهذه الحجارة صلباً
ليت لي مآقي كهذه الأنهار والسواقي
ليت بي جرحاً تداويه المشافي
فاجعة رحيلك كسرت فيَّ الصلابة
فجأة ودون سابق إنذار رحلت
ارتحت من آلامك وتركت لي آلامي
فانت خالي ورفيقي واخي وصديقي وحبيبي.
تركتنا بقسوة رغم أنك لم تقسُ يوماً
تجمد الدمع في الآحداق
فالعيون لا تشاء أن تصدّق انك رحلت
كيف ترحل وانت تسكن في عيوني
ما زالت صورتك ماثلة واراك في كل الأشياء.
وما زال صوتك في زوايا الدار
يصدح أحبكم فلا تتركوني
بناتي ابني زوجتي اخوتي احبتي جميعاً!
اسمعك تقول:
سيبقى قلبي معكم ولو رحل جسدي.
توارى جسدك في قبر مظلم بارد،
لكن دفء كلماتك ما زال في قلوبنا
جوىً يكوي الضلوع ، وحزناً لا تتسع له مدافن .
سيطول الحزن والألم ، وسيحرق الاشتياق كل لحظات الفرح والسعادة بعدك.
لن ننساك!
وكيف ننسى وانت تسكن حنايا القلب، وأعماق الروح، وخلجات العقل والبال.
رحمة الله على روحك الطاهرة، وبالله المستعان على قسوة المصاب.
وما البقاء إِلَّا لله وحده سبحانه