صدر في الأيام الماضية كتابا مهما للدكتور محمد شومان أستاذ الإعلام البارز في مصر والوطن العربي، وعميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية في مصر، ضمن إصدارات دار المعارف “سلسلة إقر”، العدد ٨١٧ إبريل ٢٠٢١. والمؤلف واحد من المفكرين المتعمقين في المجالات السياسية والاجتماعية والإعلامية المرتبطة بالشئون المصرية والعربية، ويتمتع برؤية نقدية حصيفة في الشأن العام، وحصل علي العديد من الجوائز والتكريمات أبرزها جائزة الدولة للتفوق في العلوم الاجتماعية لعام ٢٠١٧، وصدر له ٢١ كتابا مؤلفا، وعشرات البحوث والدراسات في الدوريات العلمية المحكمة، فضلا عن مئات المقالات النقدية في الصحف المصرية والعربية. عنوان الكتاب “مستقبل الإخوان في مصر” يقع في ١٨٨ صفحة من القطع الصغير، ويحتوي علي مقدمة وأربعة فصول وخاتمة. يرصد الدكتور محمد شومان من خلال مطالعاته للأدبيات السابقة الجمود الفكري والسياسي لجماعة الإخوان الإرهابية، واهتمامها بالتنظيم والتمويل علي حساب التجديد في الأفكار والبرامج والسياسات، وهو ما نتج عنه في النهاية فشل الجماعة في حكم مصر. نجحت الجماعة في اختطاف نتائج ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ بعد حصد أغلبية أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية لعام ٢٠١١، والرئاسية لعام ٢٠١٢ من خلال توظيف الإسلام في السياسة وادعاء المظلومية التاريخية، وبعد أن سيطروا علي الحكم حاولوا تطبيق سياساتهم للهيمنة والاستحواذ من أجل أخونة مؤسسات الدولة والمجتمع. وبعد أن استطاع الشعب الإطاحة بحكم الإخوان في ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ أصيبت الجماعة بصدمة هائلة، ودفعتهم إلي حالة من إنكار الواقع ومقاومته من خلال ممارسة العنف والإرهاب وشن حروب دعائية تفتقر للدقة والمصداقية. ولكن وعي الشعب المصري حرم الإخوان كحركة سياسية من الحاضنة الاجتماعية التي كانت تدعمهم وتتعاطف معهم، وواجه الإخوان – كما يكشف هذا الكتاب- أزمة غير مسبوقة في تاريخهة وصداماتهم المتعددة مع مؤسسات الدولة، حيث وقف معظم المصريين ضد أطماعهم، كما تم تصنيفهم كجماعة إرهابية من جانب الدولة المصرية ومعظم الدول العربية.
وللحديث بقية..