بعد أن كادت القضية الفلسطينية بطويها النسيان من المنظور الغربي والدولي، عادت إلي بؤرة الاهتمام العالمي بعد تفجر المواجهات الحربية بين الكيان الإسرائيلي والشعب الفلسطيني، ولولا الجهود المصرية الحميدة لتواصلت الأحداث الدموية بما لا يحمد عقباه. ولازالت الجهود المصرية قائمة من أجل التوصل إلي حل عادل ونهائي يوفر السلام والأمن للجميع. وفي المنظور الإعلامي لا يكفي أن تكون علي صواب، وإنما لابد أن يقتنع الآخرون أنك علي صواب، ولعل أقصر الطرق إلي ذلك توجيه رسائل إقناعية تخاطب العقل. الوجدان معا وتثير مشاعر التعاطف والتأييد، وهو ما تحقق للجانب الفلسطيني علي المستوي الدولي خلال الأحداث الأخيرة. ومن المعروف أن الصهيونية العالمية تسيطر علي وسائل الإعلام الدولية من شبكات الصحف والإذاعة والتلفزيون سيطرة شبه تامة، وظلت لعقود طويلة تروج للمزاعم الصهيونية الزائفة، وحق اليهود في وطن قومي،،. أن اليهود شعب بلا وطن، وأن فلسطين هي أرض الميعاد، وظلت وسائل الإعلام التقليدية الغربية تروج لتلك الأفكار باستخدام استمالات التعاطف الإنساني والتكرار وعرض القضية من جانب واحد فقط مع حجب الصوت الآخر، وهنا برز الجانب الإيجابي من وسائط التواصل الاجتماعي لكي يعتدل ميزان الإعلام الدولي المائل لصالح المحتل الغاصب علي حساب أصحاب الحق الأصيل. لقد استفاد الشعب الفلسطيني من مزايا الإعلام الشبكي الذي يتحرر من التقاليد المهنية والتنظيمية التي تحكم أداء الإعلام التقليدي، فالإعلام الاجتماعي هو إعلامي فردي وليس مؤسسي في الغالب ويحظي بحرية مطلقة تسري في فضاء كوني بلا قيود، وهو يتحدي الإعلام التقليدي، ويقدم الخطاب المضاد، ويتفاعل فوريا مع الأحداث دون سقف أو أجندات بعيدا عن الهياكل التنظيمية والرقابية والتأثيرات الاقتصادية والربحية، وبالتالي لم تعد وسائل الإعلام التقليدية تحتكر الدور الأوحد في تقرير أولويات الاهتمام بالقضايا السياسية. المجتمعية وتشكيل الرأي العام أو تغييره بعد ظهور الإعلام الاجتماعي الشبكي.
وللحديث بقية ..