أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي منصات جديدة للتعبير عن الآراء في مختلف القضايا المسكوت عنها أو المستبعدة من أجندة الإعلام التقليدي، وأصبحت هذه الوسائل الجديدة هي البديل المناسب للتعبير عن مشاعر وآراء المقهورين ورفضهم وتطلعاتهم بعيدا عن الإعلام التقليدي الذي لا يعبر عنهم. فالإعلام الاجتماعي ليسإعلاما للنخبة يتدفق من القمة إلي القاعدة،. إنما هو إعلام تشاركي يتيح لجميع الناس الولوج إليه والانتفاع به طالما تمكنوا من أدواته، وهو ما يؤثر في ادراك المناخ السائد للآراء التي يبرزها الإعلام التقليدي، وهو ما أتاح للفئات المستضعفة التي لم يكن لصوتها صدي أن تبث أفكارها بأسلوب منظم وممنهج قد يتسرب إلي منابر الإعلام التقليدي. تجلي ذلك في مئات المقاطع الصوتية والمرئية التي مست شغاف الإنسانية وعبرت بصدق وسلاسة عن معاناة الشعب الفلسطيني وحقهم في حياة كريمة علي أرضهم المحتلة، وأنتقي من ذلك مقطع فيديو لمجند إسرائيلي يعلن تنازلة عن جنسيته الإسرائيلية وينضم للفلسطينيين في مواجهة الاحتلال والبطش الإسرائيلي، ويطالب بدولة فلسطينية لتحقيق العدالة الدولية. ومشاهد متفرقة لجنود إسرائيليين يضربون ويقتلون الأطفال والنساء. وفيديوهات عن هروب جماعي للمستوطنين اليهود من مدينة اللد بفلسطين، وأخري لمواطنين إسرائيليين يهاجمون نيتانياهو ويرون أن إسرائل دولة محتلة استولت علي أرض شعب فلسطين، ومارست التدمير والتهجير والاستيلاء دون حق، فهي دولة للقتل والجرائم، وشجار ولكم بالأيدي داخل كنيس يهودي يطالب فيه أحد اليهود آخرين بالخروج من فلسطين ويري أن موعد اللعنة علي اليهود قد حان ولا مفر منه، وفيديو لسيدة أمريكية تحمل الجنسية الإسرائيلية تري أنه تم خداعها يزيف الخطاب الإسرائيلي باعتبارها دولة تدافع عن نفسها، بينما كانت هي دائما الدولة المعتدية التي تنتهك حقوق الإنسان، وأن هذا الأمر لابد أن ينتهي الآن، وأنها تقف مع فلسطين الحرة. كل ذلك كان له تداعيات علي الرأي العام العالمي وهو ما انعكس في مئات المظاهرات التي فرضت تغطيتها من جانب وسائل الإعلام التقليدية ، ولن يضيع حق وراءه مطالب.