وصلت ازمة سد النهضة بين مصر والسودان من ناحية واثيوبيا من ناحية اخرى الى منعطف خطير نتيجة اصرار الحكومة الإثيوبية على المضي في العناد وتهديد حياة ومستقبل الشعبين المصري والسوداني !
وتحرص الديبلوماسية المصرية على عدم قطع شعرة معاوية في العلاقات مع اثيوبيا التي تواصل الصلف والتحدي بالاعتداء على الحقوق المائية لمصر وتعتبر اديس ابابا نهر النيل ملكية خاصة تفعل فيه ماتريد دون النظر لمصالح الدول الاخرى الحيوية .
وانا اتفق مع ضرورة الحفاظ على شعرة معاوية في اطار وجود قنوات اتصال ديبلوماسيه بين القاهرة واديس ابابا .
وفي الوقت نفسه وبالتوازي مع ما تقدم لابد من توظيف كل القوى بما فيها القوى الناعمة لتعظيم عناصر القوة في الموقف المصري المشروع في دفاعه عن حياة المصريين المرتبطة بنهر النيل !
وبالتالي ما تقوم به حكومة اثيوبيا من محاولة استغلال عامل الوقت وفرض الامر الواقع يعتبر صب الزيت على النار وارى انه يجب ان يقابل هذا التوجه بالرفض لأن قبوله يعتبر رضوخا لارادة المعتدي !
وعليه اعتقد ان السياسة المصرية يجب ان تستند لمشروعية حقوقها التاريخية في مياه النيل شاءت اثيوبيا ام رفضت وإن تدعم هذه السياسة بعدد من العناصر منها كما اشرت الى (القوى الناعمة) بالاضافة الى القوى التقليدية والتلويح باستخدام (القوة العسكرية) حتى يمكن اجبار الطرف الاثيوبي على قبول تسوية تحقق العدالة في توزيع المياة لدول المنبع والمجرى والمصب المعروفة بدول حوض النيل! .
أما اصرار اثيوبيا على التحدي والمضي في طريق العداء يعني ان الحكومة الإثيوبية الحالية تعتدي ليس فقط على حياة مصر ومستقبل ابنائها انما تعتدي بشكل سافر على الاواصر التاريخية والدينية التي تربط بين الشعبين المصري والاثيوبي!
ومن الحقائق اليقينية ان اثيوبيا تستقوى باطراف اخرى ليس من مصلحتها استقرار الاوضاع في المنطقة بل ترى ان مصالحها ونفوذها سوف تتأثر لو تم انفراج أزمة السد الأثيوبي! واعتقد انه ان الاوان الكشف عن هذه الأطراف ليس بمعاداتها أو خلق جبهات مواجهة جديدة انما بتحييدها قدر الامكان واقناعها ان مصالحها مع الاستقرار والتعاون ! وفي الوقت نفسه تصعيد سياسة الردع ضد اديس ابابا ومحاصرتها عسكريا واقتصاديا وسياسيا واعلاميا ! وعدم تردد الديبلوماسية المصرية في تعرية الموقف الاثيوبي أمام العالم المتحضر حيث تعتبر التصرفات الأثيوبية والاهداف المعلنة لها عدوانا بمعنى الكلمة على مصر والسودان وعلية فضح المواقف الأثيوبية لتقزيم مكانتها وتجسيد الجرم الذي اقترفته بحق شعوب آمنه بالمنطقة .
– نحن في مصر مع عدالة توزيع مياة النيل وضد محاولة احتكارها أو السيطرة على منابعها !
– نحن في مصر مع التنمية في اثيوبيا والتعاون مع كل حوض نهر النيل وضد اي محاولة للاضرار بنا!
– ان مصر قادرة على المواجهة بكافة البدائل المتاحة في الزمان والمكان المناسبين لدحر العدوان الاثيوبي الذي يتآمر على حق المصريين في الحياة ! وقبل ان نصل الى هذه الخطوة من الضروري ان نتحرك على الاصعدة كافة لتهيئة الراي العام العالمي لكل الخطوات المقبلة مهما كانت قساوتها !
وسوف تتحمل الحكومة الإثيوبية مسئولية ما سوف يتعرض له الشعب الاثيوبي من جراء تحديها وتهورها !
?خلاصة القول ان مصر أرض الأمن والسلام ترغب في المحافظة على الاستقرار في منطقة القرن الافريقي – وكفاه الازمات التي مر بها- وتدعو مصر الى فتح صفحة جديدة في التعاون من اجل غد أفضل لكل دول المنطقة!.
أما الاصرار على العدوان هو الذي سيقطع شعرة معاوية وسوف يقود الى مالا يحمد عقباه لاثيوبيا !
ومن ثم اعتقد ان الكرة الان في أرض المعنيين بالامن والسلم الدوليين في عالم اليوم لاتخاذ مايلزم لاعادة لوقف العدوان الاثيوبي على حق الحياة لدول المصب والا سنصل الى مرحلة لن تحكمها سوى مقولة العين بالعين والسن بالسن والبادي اظلم !