أبرزت الأفلام التسجيلية الإسرائيلية نقاط التفتيش والمعابر في سياقات متباينة يرمز بعضها للقمع الإسرائيلي تجاه المواطن الفلسطيني، ويرمز البعض الآخر لمقاومة الاحتلال من خلال التركيز علي المناوشات والصراعات التي تقع بين المواطن الفلسطيني الأعزل والجندي الإسرائيلي المدجج بالسلاح، ويرمز البعض الثالث إلي النقاط الحدودية كإسقاط علي أهمية الحوار بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي مهما كانت صعوبة الحوار وشدته لتجاوز حالة الصراع. استخدمت بعض الأفلام الاستمالات العاطفية لحماية الأبناء من تبعات الحرب المستمرة لدعم الخطاب الأيديولوجي المؤيد للتطبيع بين العرب وإسرائيل لإنهاء الصراع. كذلك كشف تحليل الأفلام التسجيلية الإسرائيلية عن وجود استقطاب سياسي شديد داخل المجتمع الإسرائيلي ذاته وتحديدا بين طبقاته العرقية المختلفة، ولاتزال إشكالية البحث عن هوية هي الأكثر بروزا في السينما الإسرائيلية. أبرزت بعض الأفلام حالة الانقسام بين التأييد والمعارضة لاستمرارية هيمنة الجيش الإسرائيلي علي كافة مناحي الحياة في إسرائيل، واستمرار وصم المقاومة الفلسطينية بالإرهاب والوحشية. كشفت الأفلام عن تعمد اختيار شخصيات فلسطينية موالية تتحدث العبرية طول الوقت وقليلا ما تتحدث بالعربية في محاولة لطمس الهوية العربية، فضلا عن تخصيص مساحة زمنية وحجج منطقية للشخصيات الإسرائيلية تفوق نظيرتها الفلسطينية داخل البناء الدرامي. تلفت الدكتورة سارة فوزي في ختام دراستها المميزة أنظار المسئولين والمهتمين إلي أن معرفة المواطنين العرب بالمجتمع الإسرائيلي كان مصدرها الرئيسي الدراما المصرية والعربية والتغطيات الإخبارية العربية التي قدمت الصراع العربي الإسرائيلي في أبعاده المختلفة، والآن اختلف الأمر بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات المشاهدة الإلكترونية وتوجيه إسرائيل العديد من الصفحات والمواقع الإلكترونية في إطار استراتيجيتها الإعلامية والدبلوماسية لمخاطبة الآخر ومحاولة استقطاب الجمهور العربي. كل ذلك جعل المواطن العربي للاستقطاب السياسي والإعلامي الإسرائيلي، ومن هنا تبرز أهمية توظيف القوي الناعمة لمخاطبة الذات والآخر من خلال الإبداعات الفنية والإنتاجية لجذب المتابعين والتأثير في العقول والوجدان. إعرف عدوك حتي تواجهه وتنتصر عليه.