أدت التطورات المتلاحقة في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات إلي تزايد استخدام شبكة المعلومات الدولية والتي أفرزت شكلا جديدا من الاتصال، يختلف عن غيره من وسائل الاتصال الجماهيرية التي باتت وسائل تقليدية مثل الصحف المطبوعة، والمحطات الإذاعية، والقنوات التلفزيونية. ولعل أهم سمة لهذا الشكل الجديد من الاتصال تكمن في خاصية “التفاعلية” حيث لا يقتصر دور المستخدم لهذه الوسائل علي مجرد التلقي السلبي، وإنما أصبح صانعا ومشاركا في المحتوي الإعلامي. لذلك برز مصطلح “المجتمع الشبكي” الذي يضم الشبكات الإعلامية والاجتماعية التي تشكل بنية رئيسية علي كافة المستويات الشخصية والاجتماعية.
تكمن أهمية هذا المجتمع الشبكي في تطبيقاته علي الإنترنت، باعتباره يتيح تفاعلا افتراضيا موازيا للواقع الاجتماعي، والكثير من قواعد وبنوك المعلومات في كل مناحي الحياة، فضلا عن التجارة الإلكترونية، والحكومة الإلكترونية، والتعليم عن بعد، والأهم من كل ذلك التعبير عن الآراء بحرية، وعدم احتكار ذلك علي فئات أو مؤسسات بعينها. وتكمن أهم الفروق بين الإعلام التقليدي والشبكي في أن الإعلام التقليدي إعلاما مؤسسيا يحكمه قواعد وقوانين وتقاليد تنظيمية في حين يتحرر الإعلام الشبكي من معظم هذه القيود، فهو إعلاما فرديا دون ضوابط أو تقاليد، يحظى بحرية شبه مطلقة ولا تخضع رسائله لضوابط التحرير والصياغة. التفاعلية في الإعلام التقليدي محدودة وبطيئة بينما هي تفاعلية مكتملة في الإعلام الشبكي من خلال إزالة الفوارق بين المرسل والمتلقي، حيث يتحول المتلقي إلي مرسل، ويمكنه اختيار المحتوي الذي يروق له من بدائل غير محدودة بقيود الزمان والمكان.