نظرة (13):
ما أن أذن الله تعالى بإزالة الغشاوة التي حالت دون الرؤية إلا قليلا، حتى تضرع القلب إلى المنعم العظيم أن لا يُحرم أحدُ سواء من المحبين والمحبوبين أم من المقربين والبعيدين، من نعمة البصر، وهي نعمة كبرى، لكن أكثر الذين اعتادوا على النعم لا يشعرون.
نظرة (14):
سبحان الله..«نعمة واحدة»لا نستطيع أن نحصيها فما بالنا بـ«نعم»الله ؟! ولقد وردت هذه الآية الكريمة}وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا { في القرآن العظيم مرتين، الأولى في سورة إبراهيم: }وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ{( الآية:34 ) والثانية في سورة النحل: }وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ{( الآية : 18) وتعد الفاصلة مناسبة لسياق كل منهما، وبمثابة رحمة به وإرشاد له، بأن يتعرف على الغفور الرحيم، فهو الغني عن عباده، وإنما نحن الفقراء إليه } يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ{ (سورة فاطر الآية : 15).
نظرة (15):
هذه كتلة سردية مكثفة كقنينة عطر سكبها الرائع ( جلال الدين الرومي): لعل الأشياء البسيطة هي أكثر الأشياء تميزا ولكن ليست كل عين ترى .. والنور الذي في العين فليس إلا أثراً من نور القلب . وأما النور الذي في القلب فهو من نور الله، نعم من قال إن العين تفرز الدمع ، الدموع الحقيقية هي بخار الروح المتألمة..!.
نظرة (16):
في خلوتي – والخلوة جلوة – كان هذا السؤال يشاغلني : من هو الأعمى؟ ذلكم في أجواء إراحة العيون وإسدال الستار إلا قليلا عن ثرثرة الأمور الحياتية واعتزال كوكب الميديا إجباريا، كنت في كوكب النسق الصافي لحديث القلب مع الذين يتحاورون بلغة القلوب، لغة الأعماق البعيدة، التي لا تعرف حدود الجعرافيا ولا تعترف بتقسم التاريخ، وتتجادل صهيلا وتحقيقا وهمسا وتحديقا..
نظرة (17):
خرج اعمى ليشرب من النهر وبيده مصباح ينير به طريقه.
فسأله أحد المبصرين: لماذا تحمل المصباح وهو لا ينفعك؟
قال : أحمله لكي لا يصدمني المبصرون !!
نظرة (18):
كأن الإمام العظيم أحمد بن حنبل، رحمه الله رحمة واسعة، يجيبني وكأننا في مقام الأْنس الوجداني.. ما أعظمك يا إمامنا الذي لا يزال فكره حيا في العقلية العربية والإسلامية بل والإنسانية..
جاء عنه في الأثر، والعهدة علىالراوي والسارد، ما معناه، أنه كان في المسجد والذي يمتليء بالمصلين.
قالوا له: تخيل كم عدد المصلين يا إمامنا، وكانوا سعداء بازدحام المسجد؟
فقال: لا أحد..!.
فقالوا له : هل أنت أعمى؟ (!!).
فأجابهم :
الأعمى من سجد لله و تكبر على عباده..
الأعمى من توجه للقبلة و أدار ظهره للأيتام و الفقراء ..
لأعمى من يغمض عينيه عن أرملة أوجع رأسها حمل ثقيل..
الأعمى من كان في صف المصلين الأول ولكنه غاب عن صفوف الجياع وقول الحق..
الأعمى من بنى مسجداً لله وهدم داراً تأوي عباد الله..
الأعمى من تصدق يوما للاقرببن ولم يتصدق دوم استمرارية العطاء معهم..
الأعمى من صام عن الطعام و لم يصم عن الحرام..
الأعمى من رفع الأذان و لم يرفع أبويه..
الأعمى من صلى وصام ثم غش في بيعه و شرائه..
الأعمى من قام بين يدي الله وقلبه يحمل حقداً وكرهاً و بغضاً و احتقارا لإخوانه ..
الأعمى من كان هناك إنفصام بين عبادته و أخلاقه و معاملاته..
الأعمى من صلى و سجد وصام وهو يناصر الظلمة..
الأعمى من أخذ من الدين بعضه و ترك بعضه…
الأعمى : من صلى وصام وطاف حول الكعبة.. وطاف العالم، وتلذذ بالمأكل والمشرب والملبس ولم يطوف حول الفقراء والمساكين والمحتاجين من الاقربين..
وصدق الله العظيم : }فمن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا{
وصدق الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وملائكته: (حرم الله على النار كل عين تبكي من خشية الله، وكل عين غضت عن محارم الله».
نظرة (19):
حين أعاد أنيس منصور اكتشاف عظمة استاذنا الأكبر الدكتور طه حسين، جرت بيننا جدليات كثيرة عن العقاد وطه حسين، وأتذكر ما سرده لي تأكيد لهذه الواقعة الشهيرة، وسبق أن طرحتها مع تلميذة العميد العظيم، أستاذتي د، سهير القلماوي – أستدعيها في سياق سردية العيون التي في طرفها نزف: حين عين طه حسين عميد الادب العربي وزيرا للمعارف في مصر عن حزب الوفد توجه بعض المتظاهرين إلى ديوان الوزارة وهتفوا ضده قائلين:«يسقط الوزير الأعمى»في تظاهرة تضم غوغائيين من بعض الطلبة والمتزمتين يهتفون للجهل، ومعهم الفاسدون ووكلاؤهم من نفايات الاحتلال البريطاني البغيض والمستفيدون من ثقافة التخلف، وكان ذلك بعد اعلان مبدئه الشهير الذي لم يفارق كرسي الوزارة الا بعد ان اصبح قانونا تشريعيا في مصر بأن التعليم حاجة أساسية للانسان كمثل حاجته للهواء والماء، كانوا يهتفون وهو جالس في مكتبه بالوزارة يسمعهم: (اخرجوا الاعمى من الوزارة.. اطردوا الزنديق ) فخرج اليهم فسكتوا وانصتوا لما سيقول الوزير الاعمي، فبادرهم بهدوء: (ليس لدي ما اناقش به جهلة متخلفين لكني احمد الله الذي جعلني اعمى كي لا ارى وجوهكم القبيحة).
نظرة (20):
وعدت حضرات السادة القراء أني سأخصص الحلقة الثالثة من هذه السلسلة إلى الحديث عن ما يسمى بـ (العين الثالثة) بعد حديثنا عن العين الجريئة والغامضة.. الطيبة والماكرة.. الخيرة والشريرة.. النارية والنورانية.. الصادقة والمخادعة.. الداهية والوادعة.. الساحرة و الحاسدة.. الفاتنة والحاقدة .. الصفراء والحمراء.
هل هي حقيقة؟ ولماذا يريد البعض إيقاظها؟ وهل هي محتجبة؟.
عندي حصاد وفير عنها، تحت عنوان المحتمل، فلا يوجد يقين ، وإن وجد فهو يقين مراوغ..
ارتحلت في كوكب الميديا فأصابني الذهول حتى الثمالة !. تجارة رائجة ومتاجرة مربحة جدا للأسف العنيف… استغلاليون من كل ملة،، يستغون الدين أسوأ استغلال بلا حياء أو خجل، اقرأ هذه الآية ينفتح عينك الثالثة، اقرا هذا الاسم 1423 مرة يأتيك عفريت : شبيك لبيك خدامك وملك يديك.. اقر هذه السورة تأتيك الدولارات رزما وصناديق وأنت جالس مستأنس.. اذكر هذه الصيغة تنفتح لك السموات …! وغير ذك من الأوهام والخزعبلات والخرافات والدجل والشعوذة، والكل يدعي، هذا لديه علم في الطاقة على طريقة (طاقية الإخفا والفانوس السحري) وهذا لديه (علم من الكتاب) أما هذا فلديه فيض من (العلم الَّلدْني) تعالى عن ذلك علوا كبيرا..
ولذلك ارتأيت أن أفرد سلسلة مستقلة، لهذه المأساة المستمرة والمستعرة على اليوتيوب والفيس وما دون ذلك… إن كان في العمر بقية !.
( تمت )