ينقسم الوعي من حيث المستوي إلي وعي فردي ووعي مجتمعي. يرتبط الوعي الفردي بشكل أساسي بالجهود التي يبذلها الأفراد علي مستويين: الوعي العام، أي الوعي تجاه الواقع والحياة التي تحيط بالفرد، والوعي المتخصص الذي أصبح سمة تميز هذا العصر عن العصور السابقة، وتشير بعض الآراء إلي أن مجالات المعرفة الإنسانية بمختلف فروعها هي في حقيقة الأمر مترابطة، واذا لا بأس في أن يلم الإنسان بها علي أن يتخصص في أحدها بشكل أقوي ليكون مستوي وعيه العلمي بها متقدما. أما عن الوعي المجتمعي فهو يعني من منظور علماء الاجتماع أنه “المفاهيم والتصورات والآراء والمعتقدات الشائعة لدي الأفراد في بيئة اجتماعية معينة، والتي تظهر في البداية بصورة لدي مجموعة منهم تم تبنيها لإقناع الآخرين بأنها تعبر عن موقفهم تجاه ما يحدث في المجتمع من قضايا سياسية واجتماعية وغيرها. غير أنه ليس بالضرورة أن يكون كل ما يتردد في الجماعة مناسبا للفرد أو الجماعة، وبالتالي يبدو الوعي المجتمعي موجها أو مفتعلا من طرف جهة ما لأداء وظيفة بعينها. إذن يرتبط الوعي المجتمعي بالمعرفة التي تشكل نظام الحياة وسلوكيات المجتمع، بمعني أن الوعي الفردي يمكنه أن يشكل الوعي المجتمعي من خلال تكريس تبادل المعرفة وتحويلها إلي سلوكيات وقوانين تنظم كل أشكال الحياة في المجتمع، وبهذا يصبح المجتمع أكثر نضجا وتأثيرا وإنتاجا، ولذا نري أن كثيرا من الشعوب استطاعت أن تتقدم في مختلف ميادين الحياة بعد أن تمكنت من تحويل الوعي الفردي لمفكريها إلي وعي وسلوك مجتمعي قاد التغيير في تلك المجتمعات . وللحديث بقية