يرتكز الوعي في المجال السياسي علي دعم سلطات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني بشكل لا يخل بالتوازن بين صالح الفرد وصالح المجتمع، وتمكين المواطنين من المشاركة الإيجابية في العملية السياسية من خلال طرح الأفكار وتبادل الآراء، وتفعيل مبادئ المشاركة، والشفافية، والمسائلة، والاندماج الفعال في النظام السياسي. ويعد مفهوم الوعي السياسي أحد المفاهيم المثيرة للجدل بين الباحثين والسياسيين والمهتمين بالشأن العام. قد يربط البعض هذا المفهوم بمجرد السلوك الانتخابي للمواطنين، وقد يتسع لدي البعض الآخر ليشمل مشاركة المواطنين في صنع السياسة العامة واختيار النخب الحاكمة علي كافة المستويات. فالسلوك السياسي للمواطنين يصعب تفسيره بمعزل عن دراسة درجة الوعي والاهتمام السياسي لدي الأفراد، ومعرفة آرائهم واتجاهاتهم إزاء مفردات البيئة السياسية المحيطة بما تشمله من نظام حاكم وأحزاب سياسية ونظام انتخابي وآليات صنع القرار، وجدوي ممارسة الحقوق الانتخابية، إضافة إلي ما تتبناه الدولة من مشروعات وقوانين وأطر مؤسسية تسهم في تنظيم الممارسة الديمقراطية. وبناء علي ما سبق، بمكن تعريف الوعي السياسي باعتباره سلوكا سياسيا يمارسه المواطنون طواعية للمساهمة في صنع السياسة العامة، واتخاذ القرارات علي كافة المستويات، واختيار النخب الحاكمة في مختلف المواقع، ومراقبة الأداء الحكومي، والتعبير عن الآراء بحرية في وسائل الإعلام التقليدية والرقمية حول القضايا التي تفرض نفسها علي اهتمامات الرأي العام. وترتبط ممارسة هذا السلوك بما يتمتع به المواطنون من وعي بحقوقهم وواجباتهم السياسية، واتجاهاتهم نحو مفردات البيئة السياسية المحيطة..
وللحديث بقية.