يرتكز الوعي في المجال الاجتماعي علي جملة المفاهيم والأفكار والثقافات التي يحملها الأفراد والتي تتشكل لديهم بواسطة عوامل مختلفة، وتجعلهم يتفاعلون مع قضايا مجتمعهم بالتقييم وطرح الحلول والمشاركة في خطط التحسين وجودة الحياة. ويختلف الوعي الاجتماعي من مجتمع لآخر باختلاف المفاهيم المهيمنة علي أفراده، وطبيعة فهمهم لتلك المفاهيم ذات الصلة بحاضرهم ومستقبلهم وقيمهم العليا. وينعكس الوعي الاجتماعي والثقافي في الاهتمام بالفنون والعلوم والآداب والتراث والفولكلور الشعبي، والحفاظ علي البيئة الطبيعية، والتخلص من مسببات التلوث والمنتجات المدمرة للبيئة، ويمتد ذلك إلي الوعي بالمعلومات والحقائق الصحية، وتنمية الشعور بالمسئولية تجاه صحة الفرد وصحة الآخرين، وادراك المشكلات والأمراض الصحية الشائعة وسبل الوقاية والعلاج. كما يمتد ذلك إلي ادراك مخاطر النمو السكاني المتسارع والذي تجاوز مائة مليون نسمة عام ٢٠٢٠ من بينهم ستين مليونا تحت سن الثلاثين عاما، وهو ما يمثل ضغطا سكانيا كبيرا علي قدرة الحكومة علي الوفاء بالاحتياجات الخدمية للسكان مثل التعليم والرعاية الصحية ومرافق المياه والكهرباء والصرف الصحي. كما يعاني التعليم من التدهور في ظل الزيادة السكانية وعجز الفصول الدراسية عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الطلاب، وانخفاض كفاءة المعلمين، واختلاف المناهج وأساليب التعليم بين الحكومي والخاص والتجريبي والأجنبي مما يؤثر بالسلب علي وحدة الهوية والانتماء، فضلا عن عدم التوازن بين التعليم العام والتعليم المهني مما أوجد مفارقة في أن الشباب الأكثر تعليما يكون في الغالب هو العاطل عن العمل..
وللحديث بقية..