جريدة أحوال مصر
لعل من بين مهددات الوعي المجتمعي في مصر في العقود الأخيرة تعرض الشخصية المصرية للعديد من الضغوط التي أكسبتها سمات جعلتها تتمحور حول الذات، وتبتعد عن المساهمة المجتمعية الفعالة مما أدي إلي انتشار ظواهر لم تكن موجودة من قبل مثل تنامي المعدلات الاستهلاكية، والرغبة في الثراء السريع دون جهد حقيقي، وشيوع مظاهر الفهلوة والانتهازية، وعدم الاعتراف بالخطأ وإيعاز ذلك إلي ظروف خارجية ومؤامرات لإعفاء الذات من المسئولية، وتبديد الطاقة فيما لا يفيد، وافتقاد القدوة، وضعف التوجه العلمي. وبالرغم من زيادة نسبة التعليم من حيث الكم، إلا أنها انخفضت من حيث الجودة. ومن مهددات الوعي أيضا صعوبة التحول من مجتمع المعلومات إلي مجتمع المعرفة دون القضاء النهائي علي آفة الأمية المقيتة، ذلك أن الأمية تعني الانخفاض الشديد في الوعي الاجتماعي العام، مما يؤثر بالسلب علي اتجاهات الجماهير العريضة وقيمها، وحتي علس سلوكها الاجتماعي، وبالتالي ليس غريبا أن ينتشر الفكر الخرافي، وأن يصبح الفكر الديني المتزمت هو المسيطر علي فئة لا يستهان بها من الناس. كذلك تواجه اللغة العربية إهمالا شديدا ، ولا يخفي أن اللغة العربية تعرضت لهزات عنيفة في السنوات الماضية، وأصبحت لغة ثانية وثانوية لدي بعض فئات المجتمع المصري بحجة مواكبة العصر، وتفشت ظاهرة الهجين الكتابي علي المواقع الإلكترونية، وهو عبارة عن استيلاد لغة لا هي بالعربية ولا بالأعجمية، وهو ما ينذر بفقدان الهوية والتميز.. وللحديث بقية..
د.حسن عماد مكاوي
