جلستُ إلى نفسي أحدثها ، حديثَ العدو إلى غريمه : فيمَ تقاسين ؟ وإلامَ تشتاقين؟ فوجدتها مصغية متأففة حانقة ، لا تعي سؤالي بل مهمومة بإشباع غرائزها ، أتكبرٌ منك يا نفسُ ؟ أم تخشين هزيمةً حينَ الحوار وانكسارا؟ فقررتُ أن أهجرها وأضيقَ على نزوعها وشططها وانحرافها .
اعتليتُ سطحَ الوجدان ، ورمتُ نجما قد غازلني وسط سماواتِ الأفكار ، فسعدتُ أيما سعادةٍ ، نجمٌ أرعاه ويرعاني ، فهمستُ إليه : أنجمُ ، ما يبكيك؟ وما يفرحك؟ فاهتز بارقا راعدا : البشر .
سبحتُ في ظلال الكلمةِ (البشر) أقلبها أستنطقها علَّني أعي ما وصلني . ووجدتني أرنو إلى النجم فلم أجده ، غرق في بحر الظلمات .
لقد عاينت ما أراد النجمُ إيصاله : (البشر سفيرُ السعادة للكون ، كما أنه سرُ شقاوته) ، أشرُ متأصل فيه؟ أم نزوعُ طمعٍ يعانيه؟
ماذا لو حرثنا أرضَ قلوبنا وزرعناها عشقا لمرايا إخواننا ، وسقيناها بماء الحبِ لظلالنا .
أخي في الترابِ تنقلنا وعلى بابِ الوجود تغذينا ، فما بالك تسعدُ بهزيمتي وشقاوتي واغتيالِ حريتي ، ألا حريٌ بنا نتصافحُ نتكاتفُ نهزُ الكون بالقلب ، ونعزف على مفرداته أغاريدَ الحب .