أخبار عاجلة
الكاتب السعودي - خالد السقا

خالد السقا يكتب… ((متروبول وويندسور .. عبقرية الأسكندرية والتاريخ))

لطالما كانت الأسكندرية مدينة تصافح العراقة والتاريخ، وتستضيف على مر أزمانها الحضارات المتعاقبة وتفتح القلب ومساكنها لزوارها، وخلال ذلك بقيت فيها آثار اللمسة الحضارية في كل جنباتها حيث يمكن لزائر هذه المدينة أن يجد ذلك في الإبداع الفني الخالد في شوارعها ومرافقها الوادعة التي لا تزال تحدث عن جمال الفن الإنساني عبر العصور، ولعلي هنا أتوقف عند مبنيين عريقين يمثلان جماليات الفن المعماري المبدع، وهما فندق متروبول وفندق ويندسور.
في فندق متروبول يبدو أن مصر بكل تاريخها مرت من خلال هذا المكان الرائع الذي يشعرك بأنك في منطقة وسطى بين التاريخ والمستقبل لما فيه حاليا من لمسات عصرية أنيقة وجميلة، فهو يضم في زواياه وأركانه الكثير من معالم التراث الحضاري بداية من الفراعنة إلى اللمسة الإنجليزية والفرنسية بكل ما فيها من عبقرية وجمال يجعل الفكرة الكلاسيكية تتألق وهي تتمازج مع الروح العصرية.
شهد الفندق إقامة كثير من الأسماء الكبيرة في مختلف المجالات ولا يزال يأتي إليه المعاصرون بحثا عن الراحة والوقوف على ذلك الحضور الحضاري الجليل، فغرفه تعكس كل العراقة التي كتبتها أنامل الإبداع البشري، وحين تضيف تلك الإطلالة الساحرة على البحر الأبيض المتوسط فإنك حينها تكون في قطعة من الجنة.
لا يقل فندق ويندسور الذي بناه الإنجليز بمنطقة المنشية روعة وعراقة عن نظيره متروبول، فهو أيضا شاهد على تعاقب الحضارات والناس والزمان، حتى أنه أصبح من معالم المدينة التاريخية، وذاعت شهرته الآفاق ولم يكن يزور الأسكندرية زائر من كبار التاريخ المعاصر إلا وأقام فيه لما فيه من روعة التصميم وجماليات الديكور وروعة المكان الذي يطل على البحر.
نجح فريق من المعماريين الإيطاليين في إنشاء هذه التحفة المعمارية لتبقى أحد المواقع الفائقة الجمال في مدينة اعتادت استقبال الناس من كل أنحاء العالم، ولجمال الإنشاء والديكور فقد ظل محل إقامة الملوك والرؤساء والمشاهير، ويكفي أن اسمه يرتبط بالعائلة المالكة البريطانية، وقلعة ويندسور، مقر العائلة المالكة، فكان وكأنه موقع في الحيال وليس الواقع، فأسقفه وجدرانه تحكي عن روعة العمارة الإيطالية العبقرية خاصة مع تلك اللوحات النادرة التي تزيد المشهد جمالا وإبداعا.
يظل هذين الفندقين مقصدا دائما لعشاق الراحة والسكينة والفن الراقي، فهما أكثر من مجرد فندقين وإنما تحف معمارية تظل تحدث عن روعة التصميم الإنساني عبر التاريخ، وتظل تقدم مفهوما متجددا لجمالية الضيافة العريقة التي تتناسب مع مدينة بحجم الأسكندرية، حيث البحر والهواء وطيور النورس التي تزيد المنظر بهاء، وتمتع السامعين بأصواتها التي تعزف سيمفونية الخلود والبقاء عبر الزمن، ومن يقيم ليلة في أي من الفندقين فهو حتما محظوظ بزيارة تاريخية لكل معنى الجمال والرقي والفخامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *