في حكاية وطن كانت نقاط القوة.. هي شعب قائد ومعلم أدرك مؤامرة اختطاف الوطن فهب لاسترداده، وإرادة رئيس قرر أن يبني وطنا علي أسس البناء الصحيحة فيهتم بالجوهر لا بالشكل، ويواجه المرض قبل العرض.
وكانت نقاط الضعف بالتحديد هي عنصر الوقت (الزمن)، والمسافة، والفساد وكان من الضروري التغلب عليهم بمسارات متوازية في عمل حقيقي وزمن قياسي يصل الليل بالنهار ويشمل كل المساحات القريبة والبعيدة.
والحكاية بدأت من زمن سحيق.. منذ نشأت أول دولة مركزية في التاريخ (مصر) علي ضفاف النيل العظيم بحدود واضحة لم تتغير.. كانت تتسع رقعتها عندما تمتلك أدوات القوة، وتنكمش عندما يصيبها الضعف والوهن فتعود إلي حدودها الأصلية التي نعرفها اليوم
وبين القوة والضعف وقعت مصر تحت الاحتلال مرات عديدة نظرا لموقعها وخيرات أرضها حتى ظهرت العلوم الحديثة ومنها علم الجغرافيا السياسية الذي يقول أن مصر هي قلب العالم الجغرافي ومن يمتلك قلب العالم يمتلك العالم كله ويسيطر عليه، لذلك كانت وستظل دائما مطمعا لغيرها والجائزة الكبرى في أي مؤامرة للسيطرة علي المنطقة التي تحتضن قلب العالم!
في 30 يونيو 2013 بدأت تفاصيل حكاية جديدة من حكايات مصر كان فيها الوطن في حالة اختطاف واضحة لا لبس فيها، وكان الخاطفون يؤكدون أن الاختطاف سيدوم أكثر من خمسمائة عام علي الأقل.
وفي 2013 كان العالم يرقب باهتمام كبير تلك الصخرة الكبيرة التي أوقفت المؤامرة علي المنطقة وأفشلت مخططات التقسيم الجاهزة من ثمانينات القرن الماضي، وأعطت بارقة أمل في المنطقة لكيفية الحفاظ علي الدولة الوطنية.. كانت الصخرة هي مصر، وكان من الضروري عقاب مصر لهذا السبب.. فتداعت عليها الأمم، واشتد تضييق الخناق عليها، وازدوجت عليها المؤامرة فصارت خارجية وداخلية وكلتاهما لا تقل خطورة عن الأخرى وإن كانت الداخلية أخطر وأشرس!
تفاصيل معارك الوطن في حرب مستمرة خلال العقد الأخير كثيرة يدركها الجميع ولا تنتهي.. معارك مواجهة الإرهاب المادي والمعنوي، والقضاء علي فيروس سي، ومعارك البناء في طول البلاد وعرضها للبنية التحتية، ومعارك القضاء علي العشوائيات الخطرة وغير الخطرة، ومعارك بناء القوة الشاملة.
والعديد من المعارك التي يطول الحديث عنها انتصرت فيها مصر بانجازات يراها الجميع في الخارج قبل الداخل كالشمس في كبد السماء كلها اعتمدت علي تعظيم نقاط القوة في حكاية هذا الوطن، والدليل علي ذلك هو هذه القدرة التي أصبحت عليها مصر.. ففي هذا العام فقط الذي قارب علي الرحيل استطاعت مصر أن تكون العنوان الأبرز علي مستوي الدنيا كلها عندما أبهرت العالم بتنفيذ موكب المومياوات الملكية في ابريل من هذا العام، وفي الشهر المنصرم تم افتتاح طريق الكباش في احتفالية أسطورية شاهدها العالم أيضا، ومنذ يومين كان ختام فعاليات معرض الصناعات الدفاعية والعسكرية “إيديكس”.
هذه الفعاليات الثلاثة فقط تؤكد أن مصر امتلكت القدرة علي الفعل وسط كل التحديات التي تواجهها وما زالت بكل إرادة وإصرار،ويبقي التحدي قائما في مواجهة منظومة الفساد والمخدرات وإفساد الذوق العام، وتلك معارك تحتاج المجتمع كله لمواجهتها، وعدم قبولها.
باختصار حكاية وطن هي معركة بين نقاط القوة والضعف فيه، وأعتقد أن نقاط القوة ستنتصر لا محالة علي نقاط الضعف بفضل شعب متماسك وإيمان لا يتزعزع بأن مصر تستحق.