أخبار عاجلة
ابراهيم الصياد

ابراهيم الصياد يكتب… لحظة توقف فيها الزمن !

2021 كان عاما مليئا ، بالأحداث واسمحوا لي أن أتوقف أمام حدث شخصي عشته وإن كان قد عاشه الكثيرون غيري على امتداد كوكب الأرض حدث لم أمر بمثله في عمري كله وهو فترة إصابتي بڤيروس كورونا خلال شهري يناير وفبراير الماضيين!
ودعوني اتعاطي معه من منظور مختلف نسبيا عن نظرة الآخرين له!
انه حدث بالنسبة لي كان تجربة بل دعونا نقول اختبارا لم يصادفني مثله في حياتي !

يوم 9 يناير نقلت الى المستشفى ووجدت نفسي أسيرا لسرير يحمل رقما في غرفة العناية المركزة التي لافرق فيها بين ساعات الليل والنهار
وشعرت كأن عجلة الزمن قد توقفت واستسلمت للأطباء وطاقم التمريض الذين يرتدون بدلاً مدرعة وتحسبهم مخلوقات قادمة من الفضاء!
وسمعت صوت ٱنين يأتي من جانبي ورٱيت أمامي على البعد ٱسرة اخرى بها شخوص ولم أتبين معالم وجوهم غير أنني كنت على يقين من أنهم جميعا يعانون من المرض نفسه !
وخفت صوت الآنين وبدى لي ان بعضهم إنتهى أنينه بالرحيل وتصل الى مسامعي حوارات بين الممرضات رقم كذا توفى ورقم كذا في طريقه !
وكنت أرهف السمع قد يتحدثون عني وتسربت الى نفسي هواجس استرجعت فيها معلوماتي عن نظرية المؤامرة وتابعت المشاهد حولي وشاهدت غرائب ومخلوقات لم اعتد رؤيتها من قبل وادركت انها لحظات غياب الوعي .
وصدقوني اذا قلت لكم إنه لم يتسلل خوف أو رعب الى نفسي بل على العكس كانت عيناي تتابع كما لو كنت صحفيا يجري تحقيقا استقصائيا من داخل وحدة العناية الفائقة اراقب ما يحدث حولي بعين ناقدة فاحصة مع ادراك كامل ووعي يقظ رغم اختلاط العالم المادي الملموس بما يمكن ان يكون نوعا من الهلاوس والتهيؤات !
وأعتقد انني كنت في حالة متوسطةبين الإحساس باليقظة والنوم لدرجة أني رأيت إحتفالا وصخبا وبالونات معلقة وأناسا يغدون ويروحون !
وبعد يوم أو يومين تعودت على المكان فلم افكر في أبعد من اللحظة التي أشعر بأنني أحياها وتأكدت أن القلب مازال ينبض مع كل شهيق من الاوكسجين الإصطناعي القادم الى رئتي عبر قناع يغطي وجهي لكي يعينهما على المقاومة وربما لمحاولة التشبث بالحياة !
كانت تجربة بقدر صعوبتها بقدر ما كانت كاشفة لأمور كثيرة جعلتني أعيد تقويم مواقف وأبني عليها مواقف جديدة أهمها إعادة صياغة علاقتي بخالقي الذي كم اقتربت منه وشعرت بدنوه مني أكثر وأكثر و لاسيما عندما توقف بي الزمن برهة أو هكذا إعتقدت أنه قد توقف !
وأعدت تقويم علاقتي بالناس والمعارف والاصدقاء فالمواقف الصعبة تظهر المعادن وتبقى العلاقات الطيبة وحب الناس!
وتضاءل كل شيء أمام احساسي برضا الله عني شعور يجعل الانسان يدرك ان موقف المرض ليس سوى تكفير للذنوب والمعاصي ويغفرها الله لحظة قبول التوبة !
و اكتشفت انها لم تكن برهة انما كانت ساعات واياما غبت فيها عن دنيا البشر!
ودخلت في مساحة مشتركة من دنيا الواقع ودنا اخرى بل عالم آخر مختلف في تفاصيله الدقيقة وغبت عن الموجودات الدنيويه و كان نوما اقرب للاستغراق في رحلة أو سفر الى مكان ما اعرفه وأشتاق لرؤيته !

وحينها تخطيت حواجز المادة وأصبحت اذهب بعيدا ثم اعود واتحدث بصوت مسموع!
ثم تأتي لحظة يقظة يتوقف فيها الشريط المعروض أمام ناظري ومعه ايضا يتوقف الكلام المسموع!
وبعد فترة من الزمن لا أدري مدتها بحسابنا نحن البشر كنت اظنها ساعات ولكن عرفت انها كانت أياما !
ثم نقلوني الى مكان جديد وحدي بحثت فيه عن ضوء آخر غير اضواء النيون في العناية المركزة ومكثت فيه أياما معدودات ومنه انتقلت الى غرفة عادية ايذانا ببدء فترة العزل لكنها مرحلة مطمئنه كان تفسيرها اجتيازي مرحلة الخطر التي تمثلت في غيبوبة وتراجع هجوم الڤيروس الذي اصبح يجد مقاومة شديدة !
واستمر هذا الوضع أياما ٱُخر حتى قرر الطبيب في يوم رفع قناع الاوكسجين الاصطناعي لمدة 48 ساعة !
وبعدها صدر القرار قد تعافيت بإذن وعون الله وسمح لي الطبيب بالخروج من المستشفى في يوم ال 15 من فبراير
وهكذا عدت من جديد الى الحياة وادركت أنه مازال في العمر بقية !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *